ابن أمك و ابن أبيك وليس بأختك ولا بأخيك فمن يكون

السؤال: ابن أمك و ابن أبيك وليس بأختك ولا بأخيك فمن يكون؟

شرح الإجابة:

إن هذا اللغز ليس مجرد سؤال عابر، بل هو تمرين ذهني دقيق يعتمد على إعادة توجيه الانتباه من الخارج إلى الداخل. تبدأ الرحلة بتحليل المعطيات الأساسية: شخصٌ يشاركك نفس الأب والأم، وهو الشرط الذي ينطبق في المقام الأول على الأشقاء. غير أن اللغز، وبضربة واحدة، ينسف هذا الاحتمال البديهي من خلال استثناء الأخ والأخت بشكل صريح وقاطع.

وهنا تبرز نقطة التحول الجوهرية في عملية التفكير. فبإغلاق باب الإخوة، يجبرك تركيب السؤال على استكشاف كل الاحتمالات الأخرى ضمن العلاقات الأسرية المعروفة، لتجد أنها لا تنطبق. هذا الاستبعاد المنهجي ليس فخًا، بل هو المسار الذي رسمه اللغز بذكاء ليقودك نحو الحل الوحيد المتبقي الذي يتوافق مع كل الشروط دون أي تناقض.

يترتب على ذلك أن الحل لا يمكن أن يكون شخصًا آخر منفصلاً عنك. فعندما يتم استبعاد جميع الأطراف الأخرى، من هو الشخص المتبقي الذي وُلد من نفس والديك؟ الإجابة تكمن في الذات، في الشخص الذي يُطرح عليه السؤال. اللغز يستخدم صيغة المخاطب “أمك وأبيك” ليخلق مسافة وهمية بينك وبين الحل، بينما في الحقيقة، أنت هو محور المعادلة كلها.

جوهر المسألة إذن يتعلق بالمنظور. لقد تمت صياغة اللغز ببراعة لجعلك تفكر في شخص ثالث، بينما الحل يتطلب منك فقط تحويل عدسة التفكير من الآخرين إلى نفسك. إنه اختبار في المنطق وفي سرعة البديهة، وقدرة على رؤية أن الهوية الشخصية للمُخاطَب هي نفسها الإجابة الصحيحة والمباشرة.

في نهاية المطاف، يكشف هذا اللغز عن حقيقة بسيطة وعميقة في آنٍ واحد: أحيانًا تكون الإجابة الأكثر وضوحًا هي الأصعب رؤية، ليس لكونها معقدة، بل لشدة قربها منا لدرجة أنها تصبح جزءًا من المشهد لا نلتفت إليه. فالإجابة هي الضمير المتكلم الذي يستمع إلى السؤال، وهو أنت.