اذا قيل لك عظم الله اجرك ماذا ترد ، عظم الله اجرك وش ردها

اذا قيل لك عظم الله اجرك ماذا ترد ، عظم الله اجرك وش ردها

شرح الإجابة

إن عبارة “عظم الله أجركم” ليست مجرد كلمات تُقال في مواقف الحزن، بل هي دعاء خالص يحمل في طياته أسمى معاني المواساة والدعم. وحينما تُوجَّه إليك هذه العبارة، فإن الرد عليها يمثل انعكاسًا لفهمك العميق لمعاني الصبر والتسليم بقضاء الله. فالرد ليس مجرد جواب، بل هو إقرار إيماني وموقف وجداني يعبر عن حالك في مواجهة هذا الابتلاء.

ينبثق الرد الأمثل من مبدأين أساسيين؛ أولهما هو الامتنان والشكر لمن قدم واجب التعزية. فعندما تقول “شكر الله سعيكم” أو “جزاكم الله خيرًا”، فإنك لا تشكره على كلماته فحسب، بل تُثني على جهده وحضوره الذي يمثل شكلاً من أشكال الدعم النفسي في وقت الشدة. وهذا التعبير يجسد أرقى صور التقدير لمن تكبد عناء المشاركة في المصيبة، وهو من صميم آداب العزاء الإسلامية.

أما المبدأ الثاني، فيتجلى في البعد الإيماني للرد. فعندما تُجيب بـ “البقاء لله” أو “إنا لله وإنا إليه راجعون”، فإنك تُعلن عن حقيقة كونية راسخة، وهي أن الدوام والبقاء لله وحده، وأن كل ما في هذه الحياة الدنيا إلى زوال. إن هذا الرد ليس تعبيرًا عن يأس، بل هو قمة الإيمان والرضا، وتذكير للنفس وللآخرين بأن مصير الجميع إلى الله، وأن هذه المحطة الحزينة ما هي إلا جزء من رحلة العودة إلى الخالق، وفي ذلك تسلية عظيمة وربط على القلوب.

علاوة على ذلك، يمكن للرد أن يحمل دعاءً متبادلاً، فيعكس كرم النفس ورقي التعامل. فقولك “أجرنا وأجركم عظيم” أو “رحم الله موتانا وموتاكم” ينقل المواساة من كونها علاقة أحادية من طرف المُعزّي، إلى ساحة رحبة من الدعاء المشترك الذي يشمل الجميع، الأحياء منهم والأموات. وهذا يرتقي بالرد من مجرد جواب إلى مشاركة وجدانية عميقة، ويعزز الروابط الإنسانية في أشد اللحظات حساسية، مؤكداً أن الجزاء والأجر والثواب أمر نرجوه من الله لنا ولغيرنا، وهو ما يتوافق مع جوهر سنة النبي في التراحم بين الناس.