مناهج المملكة العربية السعودية

اعتقد فلاسفة الإغريق أن مصدر الأشعة الضوئية هو عيوننا، فما هو الدليل على خطأ هذه النظرية؟

السؤال : اعتقد فلاسفة الإغريق أن مصدر الأشعة الضوئية هو عيوننا، فما هو الدليل على خطأ هذه النظرية؟

الجواب:

الدليل القاطع على خطأ هذه النظرية هو أننا لا نستطيع الرؤية في الظلام. لو كانت عيوننا هي التي تُصدر الضوء، لكان بإمكاننا أن نُنير ما حولنا ونرى في أي مكان مهما كان مظلمًا، لكن الواقع يثبت عكس ذلك تمامًا. فالعين هي “مستقبِل” للضوء وليست “مُرسِل” له.

شرح النظرية الإغريقية

تخيلوا معي الأمر ببساطة. كان فلاسفة الإغريق القدماء، مثل أفلاطون، أذكياء جدًا، لكن لم تكن لديهم الأدوات التجريبية التي نملكها اليوم. لذلك، اعتمدوا على التفكير والتأمل.

فكرتهم كانت تقول إن العين تُطلق أشعة غير مرئية، وعندما تصطدم هذه الأشعة بالأشياء، فإننا نراها. يبدو الأمر منطقيًا للوهلة الأولى، لكنه ينهار أمام أبسط التجارب اليومية.

تجربة الغرفة المظلمة كدليل أول

الدليل الأول والأوضح هو تجربة “الغرفة المظلمة”. ادخل إلى غرفة ليس بها أي شباك أو مصدر للضوء وأغلق الباب جيدًا. ماذا سترى؟ لا شيء على الإطلاق! لو كانت عيوننا تعمل مثل الكشافات أو المصابيح الكهربائية كما اعتقد الإغريق، لكان من المفترض أن تُنير لنا الغرفة بمجرد أن نفتح أعيننا فيها، أليس كذلك؟ لكن هذا لا يحدث. فنحن نحتاج إلى مصدر ضوء خارجي، مثل شمعة أو مصباح، حتى ينعكس ضوؤه على الأشياء من حولنا ثم يدخل إلى أعيننا فنراها.

إقرأ أيضا:تعد أهم عناصر المناخ لتأثيرها في بقية العناصر الأخرى

التأثر بالضوء القوي (الشمس) كدليل ثانٍ

الدليل الثاني الذي يمكن أن تشعر به بنفسك هو عندما تنظر إلى ضوء قوي جدًا مثل الشمس. لماذا نشعر بالألم ونُغلق أعيننا بسرعة؟ لأن كمية هائلة من طاقة الضوء “تدخل” إلى أعيننا وتؤذيها. لو كانت أعيننا هي التي تُرسل الأشعة، لما تأثرت بقوة المصدر الذي ننظر إليه. هذا يثبت أن العين تستقبل طاقة، ولا ترسلها.

دور العالم الحسن بن الهيثم ونموذج الكاميرا المظلمة

وقد جاء البطل في هذه القصة العلمية، وهو العالم العربي العظيم الحسن بن الهيثم، الذي أثبت ذلك بالتجربة قبل حوالي ألف عام. لقد صنع ما نسميه اليوم “الكاميرا المظلمة” أو “القُمرة”. كانت عبارة عن صندوق مظلم به ثقب صغير جدًا. لاحظ ابن الهيثم أن الضوء القادم من شجرة خارج الصندوق يدخل عبر الثقب ويُكوّن صورة مقلوبة للشجرة على الجدار الداخلي للصندوق. وهنا كانت لحظة العبقرية! لقد أدرك أن العين البشرية تعمل تمامًا مثل هذا الصندوق. فالعين هي غرفة مظلمة، وبؤبؤ العين هو الثقب الصغير، وشبكية العين في الخلف هي الجدار الذي تتكون عليه الصورة.

إذن العين ما هي إلا “كاميرا” بيولوجية تستقبل الضوء الذي ينعكس من على الأشياء.

المنطق الفلكي (رؤية النجوم البعيدة)

فكروا فيها أيضا:

نحن نرى النجوم البعيدة التي تبعد عنا ملايين السنين الضوئية. هل من المنطقي أن أعيننا تمتلك طاقة خارقة لإرسال أشعة تقطع كل هذه المسافة الفلكية فورًا؟

إقرأ أيضا:عانت الدولة العباسية من انفصال عدد من الأقاليم مما أثر على استقرارها وكان ذلك في القرن

بالطبع لا. المنطقي هو أن الضوء الصادر من النجوم هو الذي يسافر عبر الفضاء كل هذه المدة الطويلة حتى يصل أخيرًا و”يدخل” إلى أعيننا فنراها.

إقرأ أيضا:اهتم أبو بكر الرازي بالطب منذ أن كان صبيا صغيرا . صواب خطأ

خاتمة

إذًا، للتأكيد بشكل نهائي وحاسم، كل الأدلة من حولنا، بدءًا من أبسط تجربة وهي دخولنا غرفة مظلمة، مرورًا بتشريح العين الذي يوضح أنها مصممة لاستقبال الضوء عبر عدستها وشبكيتها، ووصولًا إلى الظواهر الفيزيائية مثل الظلال والانعكاسات والألوان، كلها تثبت حقيقة واحدة لا جدال فيها.

لقد كان فلاسفة الإغريق مخطئين، وكان العالم الحسن بن الهيثم على حق: نحن نرى لأن الضوء القادم من مصادر خارجية كالشمس والمصابيح ينعكس على الأشياء من حولنا ثم يدخل إلى العين، فيقوم الدماغ بترجمة هذه الإشارات إلى الصور التي نعرفها ونفهمها فالعين نافذة تستقبل بها نور العالم، وليست مصباحًا نُنير به العتمة.

السابق
امتد حكم الدويلات التي تحكم المنطقة الشرقية إلى بلاد نجد
التالي
تكتب الألف المتطرفة على صورة الياء إذا كانت الكلمة مكونة من ثلاثة أحرف وأصل ألفها ياء. العبارة

اترك تعليقاً