في عالم النباتات يحدث التلقيح عندما تنتقل حبوب اللقاح من المتك (الذكر) إلى الميسم (الأنثى) في الزهرة. ومع ذلك، هناك حالة خاصة تسمى التلقيح الذاتي، حيث تنتقل حبوب اللقاح من المتك إلى الميسم في نفس الزهرة. ببساطة، هذا يعني أن النبات يلقح نفسه بنفسه.
التلقيح الذاتي هو آلية تنتشر في العديد من النباتات، وتعتبر استراتيجية تكاثر مهمة لها. يعتبر ميزة مفيدة للنباتات التي تعيش في بيئات تكاثر صعبة أو غير مواتية، حيث يمكن للنبات أن يحقق التكاثر بنجاح دون الحاجة إلى الاعتماد على الحشرات أو الرياح لنقل حبوب اللقاح بين النباتات المختلفة.
يتم تحقيق التلقيح الذاتي في النباتات عن طريق آلية تسمى التناسل الذاتي. في هذه العملية، تنتج الزهرة الأنثوية البويضات والمبيض، وتنتج الزهرة الذكرية الحبوب اللقاح والمتك. عندما تنضج البويضة، تفتح الزهرة الأنثوية المبيض وتكشف البويضة للتلقيح. في نفس الوقت، تنضج الحبوب اللقاح في الزهرة الذكرية وتتحرك إلى الأعلى من الزهرة.
عندما يحدث تسقط حبوب اللقاح من الزهرة الذكرية مباشرة على البويضة المكشوفة في الزهرة الأنثوية. هذا يضمن أن يتم تلقيح البويضة بنجاح دون الحاجة إلى وجود وسيط خارجي لنقل حبوب اللقاح. بمجرد أن تلتقي حبوب اللقاح بالبويضة، تتم عملية التخصيب وتتكون البذور التي ستنمو فيما بعد لتكوين نبات جديد.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أنه ليس الخيار الأمثل لكل النباتات. ففي بعض الحالات، يكون التلقيح الذاتي غير مرغوب فيه بسبب تراكم الطفرات الضارة في الجينات. ولذلك، تعتمد بعض النباتات على التلقيح المتقاطع حيث يحدث بين نباتات مختلفة لتجنب هذه المشكلة.
إقرأ أيضا:الكشوف الجفرافية بدأت من أوروبا في القرن الخامس عشر- السؤال: التلقيح الذي تنتقل فيه حبوب اللقاح من المتك إلى الميسم في الزهرة نفسها هو التلقيح؟
- الإجابة: التلقيح الذاتي
كيف يحدث التلقيح الذاتي؟
عندما تنضج الزهرة تفتح أجزاءها الذكرية والأنثوية في نفس الوقت. تنتج المتك حبوب اللقاح التي تحتوي على الحمض النووي الذكري، بينما يحتوي الميسم على البيضة التي تحمل الحمض النووي الأنثوي. عندما تنتقل حبوب اللقاح من المتك إلى الميسم في الزهرة نفسها ثم بعد ذلك يتم تشكيل البذرة.
ومع ذلك يجب ان ننتبه أنه ليس السبيل الوحيد لتلقيح الزهور. في العديد من الحالات، يتم نقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى بواسطة الرياح أو الحشرات. هذا النوع من التلقيح المتقاطع يعزز التنوع الوراثي ويساعد في تطوير صفات جديدة في النباتات.
يمكن أن يحدث التلقيح الذاتي في النباتات التي تحمل أجزاء ذكرية وأنثوية منفصلة على نفس النبات، ولكن في أجزاء مختلفة منه. على سبيل المثال، قد تكون الأزهار العلوية في النبات ذكرية والأزهار السفلية أنثوية. في هذه الحالة، يمكن للنبات أن يلقح نفسه بنقل حبوب اللقاح من الأزهار العلوية إلى الأزهار السفلية.
وبالتالي يمكن القول أنه هو آلية مهمة لتكاثر النباتات حيث يسمح للزهور بتكوين البذور والاستمرار في النسل. ومع ذلك، فإن التلقيح المتقاطع ونقل حبوب اللقاح بواسطة الرياح والحشرات يلعبان أيضًا دورًا مهمًا في تعزيز التنوع الوراثي وتطور النباتات.
إقرأ أيضا:كيف يتم التداوي في عصرنا الحاضر: تطور الطب عبر العصورما هي أهمية التلقيح الذاتي في النباتات
التلقيح الذاتي يلعب دورًا هامًا في تكاثر النباتات وتحافظ على التنوع الوراثي في الأجيال القادمة. يساعد على زيادة فرص البقاء على قيد الحياة للنباتات في بيئات قاسية أو في حالة نقص الحشرات الملقحة. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون التلقيح الذاتي طريقة فعالة للنباتات لتكاثر سريعًا وتعميم صفات معينة.
إقرأ أيضا:من نتائج حركة الأرض حول الشمس ما يليومع ذلك هناك أيضا بعض العيوب المحتملة حيث قد يؤدي إلى تراجع في القدرة على التكيف مع التغيرات البيئية وزيادة في التشابه الوراثي بين الأفراد. قد يتسبب ذلك في تقليل مقاومة النباتات للأمراض والآفات، ويقلل من تنوع الصفات الجينية في الجمعيات النباتية.
من الناحية البيئية فإن التلقيح الذاتي يمكن أن يؤدي إلى تراجع في التنوع البيولوجي في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على هذه العملية. إذا كانت النباتات تتكاثر بشكل رئيسي عن طريقه، فإنها قد تفتقر إلى التباين الجيني اللازم للتكيف مع التغيرات البيئية ومقاومة الأمراض والآفات. قد يؤدي ذلك في المدى البعيد إلى تراجع في صحة النباتات ونقص في الإنتاج الزراعي.