إجابة سؤال: تحدد العوامل اللاحيوية مثل درجة الحرارة نوع المخلوقات الحية التي يمكن أن تعيش في مكان ما. صواب خطا
- الجواب: صواب.
شرح الإجابة:
إن توزيع ووجود الكائنات الحية في مختلف بقاع الأرض يتأثر بشكل أساسي بمجموعة من العناصر غير الحية التي تُعرف بـ العوامل اللاحيوية. هذه العوامل ليست مجرد ظروف محيطة، بل هي قوى طبيعية أساسية تشكل البيئات وتفرض قيودًا على أنواع الحياة القادرة على الازدهار فيها.
تُعد درجة الحرارة من أبرز هذه العوامل وأكثرها تأثيرًا، إذ أن لكل كائن حي نطاقًا حراريًا محددًا يمكنه البقاء والتكاثر ضمنه. فالعديد من العمليات الحيوية داخل الخلايا، مثل نشاط الإنزيمات التي تتحكم في التفاعلات الكيميائية الضرورية للبقاء، حساسة للغاية للتغيرات الحرارية. على سبيل المثال، لا تستطيع الكائنات التي تتطلب بيئة حارة العيش في المناطق القطبية شديدة البرودة، والعكس صحيح، حيث أن البرودة الشديدة قد تؤدي إلى تجمد السوائل داخل الأنسجة الحية، بينما الحرارة المرتفعة جدًا قد تسبب تخثر البروتينات الحيوية.
بالإضافة إلى درجة الحرارة، تلعب عوامل لاحيوية أخرى أدوارًا حاسمة في تحديد هوية قاطني أي نظام بيئي. يعتبر الماء عنصراً لا غنى عنه للحياة، وتختلف كمياته وتوافره من منطقة لأخرى، مما يؤثر بشكل مباشر على أنواع النباتات والحيوانات والحياة الميكروبية التي يمكنها البقاء. فالبيئات الجافة مثل الصحاري تدعم فقط الكائنات التي طورت آليات التكيف مع ندرة الماء، مثل الصبار الذي يخزن الماء والنباتات ذات الجذور العميقة أو التي تكمل دورة حياتها بسرعة.
إقرأ أيضا:لماذا من المهم تقديم افضل خدمه للسائحكما يُعد الضوء ضروريًا لعملية التمثيل الضوئي التي تقوم بها النباتات ومنتجات الطاقة الأولية في معظم السلاسل الغذائية، وبالتالي فإن شدة الضوء ومدة توفره تؤثر على نمو النباتات وتوزيعها، مما ينعكس بدوره على الحيوانات التي تعتمد عليها.
تتفاعل هذه العوامل اللاحيوية مع بعضها البعض بطرق معقدة لتشكل الظروف البيئية الفريدة لكل موقع جغرافي، وتحدد بالتالي نوع النظم البيئية المتكونة والتنوع البيولوجي الموجود فيها. على سبيل المثال، مزيج من درجة الحرارة المرتفعة وندرة الماء وشدة الضوء يميز البيئات الصحراوية، بينما تجمع الغابات المطيرة بين الحرارة المعتدلة، وفرة الماء، وشدة الضوء (مع تظليل كثيف أسفل المظلة الشجرية).
حتى خصائص التربة، مثل تركيبتها الكيميائية وملمسها ومقدرتها على الاحتفاظ بالماء، تؤثر على أنواع النباتات التي تنمو فيها، وهذا بدوره يؤثر على الحيوانات التي تعيش في ذلك الموئل. لذا، فإن فهم كيفية عمل هذه العوامل وتفاعلها يُعد مفتاحًا لفهم التوزيع الجغرافي للكائنات الحية وقدرتها على البقاء على قيد الحياة والتكاثر في بيئات معينة.
إقرأ أيضا:على ماذا يدل وجود حيوانات مختلفة في بيئة واحدة من بيئات المملكة العربية السعودية