توجد الأموال بعد البعث صواب خطأ

إجابة سؤال: توجد الأموال بعد البعث صواب خطأ

• الجواب: خطأ. لا توجد الأموال بعد البعث، لأن يوم القيامة هو يوم الحساب والجزاء، وليس يوم البيع أو الشراء أو التملك بالمعنى الدنيوي المعروف.

شرح الإجابة:

بعد البعث، يدخل الناس في مرحلة جديدة تختلف كليًا عن الحياة التي كانوا يعيشونها في الدنيا. في ذلك اليوم، تتوقف كل الأنظمة الاقتصادية، فلا يوجد دينار ولا درهم ولا ملكية شخصية كما نعرفها. الناس يُبعثون حفاة، عراة، غرلاً، كما وُلدوا أول مرة، فلا مال يُحمل ولا متاع يُنقل.

يوم القيامة يُبنى على العدل الإلهي، وليس على القيمة المادية. فالأعمال هي المعيار، وليست الأموال. يُحاسَب الإنسان على ما قدم في حياته من خير أو شر، ويُوزَن ما فعله بميزان دقيق، أما الثروات فلا تنفع، إلا إذا استُخدمت في الخير وكان لها أثر أخلاقي وإنساني.

القرآن أشار إلى هذا بوضوح في قوله تعالى: (87) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)، (سورة الشعراء). فالدلالة هنا قاطعة على أن المال لا يُعتبر وسيلة للنجاة يوم القيامة، بل قد يكون حجة على صاحبه إن اكتسبه من حرام أو أنفقه في باطل.

كما أن أحاديث النبي تؤكد أن الإنسان يُسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وهذا يعني أن المال في حد ذاته وسيلة ابتلاء، لا قيمة له بعد الموت إلا بما يتبع من أثر.

ما بعد البعث هو زمن الجزاء، ولا مجال فيه لشراء فرصة أو كسب وقت أو دفع عقوبة. كل شيء محسوب ومُقدَّر، والناس يُعرضون على ربهم بلا وسائط ولا عقود ولا تفاوض، فإما إلى نعيم مقيم، أو إلى عذاب أليم، حسب ما قدموا.

لذلك، لا وجود للأموال بعد البعث، لأنها تفقد دورها بالكامل في عالم لم يُخلق للتجارة أو التملك، بل للعرض والعدالة والمصير الأبدي.