حل لغز ما هو اسم الرجل المقصود بهذين البيتين اسم من أهواه أضحى في سما الحسن بديعا إذا حذفنا السين منه أفطر الناس جميعا

ما هو اسم الرجل المقصود بهذين البيتين: اسم من أهواه أضحى في سما الحسن بديعا، إذا حذفنا السين منه أفطر الناس جميعا؟

شرح الإجابة

إن مفتاح حل هذا اللغز الشعري يكمن في تحليل شطريه بدقة وفهم العلاقة الخفية التي تربط بينهما. فالبيت الأول يصف اسماً لشخص محبوب، ويمنحه صفة الجمال والبهاء، مما يهيئنا للبحث عن اسم ذي وقع حسن. أما البيت الثاني، فهو يضع الشرط الحاسم ويكشف عن طبيعة اللغز؛ إذ يتطلب منا إجراء عملية لغوية بسيطة، وهي حذف حرف السين، للوصول إلى كلمة ذات أثر جماعي يرتبط بحدث معروف.

وبناءً على هذا التحليل، يبرز اسم “سعيد” كحل منطقي ودقيق. فعندما نطبق عليه الشرط المذكور في البيت الثاني، أي حذف حرف “السين”، يتحول الاسم مباشرةً. هذا التحول ليس عشوائياً، بل هو جوهر اللعبة اللفظية التي صاغها الشاعر ببراعة، حيث ينتقل بنا من اسم علم شخصي إلى اسم آخر له دلالة زمنية واجتماعية كبرى.

وهنا تتجلى عبقرية اللغز، فالاسم بعد حذف “السين” منه يصبح “عيد”. هذه الكلمة لا تحتاج إلى تعريف، فهي مرتبطة في وجداننا وذاكرتنا الثقافية بالفرح والاحتفال. إن الانتقال من “سعيد” إلى “عيد” هو انتقال من الخاص إلى العام، ومن الفرد إلى الجماعة، وهو ما يمهد الطريق لفهم الشطر الأخير من اللغز بشكل كامل.

الآن، نربط النتيجة بالعبارة الحاسمة: “أفطر الناس جميعا”. الكلمة التي توصلنا إليها، وهي “عيد”، ترتبط بشكل مباشر بأشهر مناسبة دينية يفطر فيها المسلمون بعد فترة صيام، ألا وهي عيد الفطر المبارك. يأتي هذا العيد تتويجاً لشهر رمضان، وفيه ينتهي الصوم ويعود الناس لتناول الطعام والشراب في النهار، وبذلك “يفطر الناس جميعا”، وهو تحقيق حرفي لما ورد في اللغز.

وهكذا، نرى كيف أن اسم “سعيد” لا يفي فقط بالشرط الجمالي في البيت الأول، بل إنه يخضع للتحول اللغوي المطلوب في البيت الثاني لينتج كلمة “عيد”، التي بدورها تفسر بشكل قاطع سبب إفطار الناس جميعاً. إن هذا اللغز مثال رائع على جماليات اللغة العربية وقدرتها على فن الـتورية والترميز ضمن أبيات الشعر العربي، حيث يجتمع المعنى الظاهر مع المعنى الخفي في بناء متكامل ومدهش.