جدول المحتويات
“لا أستطيع التوقف عن التفكير فيه” هذه العبارة تتردد في ذهنك كأنها شريط مكسور تسيطر على جميع أفكارك وترفض مغادرة عرش عقلك.
فأصبحت مقيداً بهذا الشخص تقاوم بشدة لتتحرر من قيود هذه الأفكار لكن دون فائدة.
فيتحول إلى هاجس لا ينتهي يرسل موجات من الأفكار الملحة والذكريات التي لا تُمحى.ومشاعر لم تُعبر عنها وألم لم يُشفى، كلها تتدفق كشلال من بلا إجابة.
فيشتعل داخلك شوق لا ينطفئ مما يخلق صراعاً داخلياً يمزقك بين الرغبة الشديدة في البقاء معه والخوف من مواجهة مشاعرك، مما يعزز شعورك بالوحدة القاتلة ويجعلنك تفقد تركيزك، وتصبح مهامك اليومية عبئاً ثقيلاً وإرهاقاً نفسياً يثقلك.
فما الذي يسبب هذه الحالة؟
في هذا المقال سنتعرف على ما سبب عدم القدرة على إخراج شخص من تفكيرك، سنغوص في أعماق هذه الظاهرة، ونسلط الضوء على العوامل النفسية والسلوكية التي تؤدي إلى العجز عن إزاحة شخص من أفكارك. سنناقش أيضا العوامل التي تضعف موقفك وتضعك في دور تكون فيه غير قادر على إخراجه من رأسك. كذلك سنتحدث عن طرق النجاة لاستعادة السيطرة على أفكارك ومشاعرك.
هل نحن سادة أفكارنا أم أن أفكارنا تتحكم بنا
لطالما شغل الإنسان سؤال السيطرة على الأفكار حيزاً كبيراً من اهتمامه. فهل نحن فعلاً سادة أفكارنا نتحكم بها ونوجهها كيف نشاء أم أنها تفرض نفسها علينا دون إرادتنا؟
إقرأ أيضا:كيف تتصرف مع الفتاة التي تنظر إليك كثيراًتعد أفكارنا جوهر وجودنا، فهي ليست كيانات خارجية تهاجمنا، بل هي انعكاس لذاتنا. فكما قال الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت: “أفكر، إذن أنا موجود” – فوجودنا يتجلى من خلال تفكيرنا.
فمع إدراكنا لوحدة الذات مع أفكارها تصبح معركة السيطرة عليها عبثية. فكيف يمكننا التحكم في شيء هو نحن؟
نحن لسنا ضحايا لأفكارنا فباستخدام إرادتنا الحرة، ووعينا، وتغيير سلوكنا، يمكننا التأثير على أفكارنا وتحويلها من سلبية إلى إيجابية، وبالتالي السيطرة على حياتنا بشكل أفضل.
نجد أن العديد من الناس يعتقدون أنهم سادة أفكارهم ونجد العديد أيضا يعتقدون أنهم لا يستطيعون التحكم بها. لكن الحقيقة هي إذا لم نسيطر على أفكارنا، فإنها تبدأ بالسيطرة علينا.
وفقاً لسادغورو على ظاهرة العقل البشري حذر من إنقلاب الأدوار بيننا وبين أفكارنا. بدلاً من أن نتحكم بمسار أفكارنا، نستسلم لسيطرتها علينا. فالحياة مليئة بالعوامل التي لا تخضع لسيطرتنا.
فنُصبح أسرى لحالاتنا العاطفية ونبحث عن ظروف خارجية تُرضي رغباتنا وتسعدنا بدلاً من توجيه عقولنا ومشاعرنا بوعي.
ما سبب عدم القدرة على إخراج شخص من تفكيرك
يُعدّ الشعور بعدم القدرة على إخراج شخص من تفكيرك تجربة شائعة تنتج عن عوامل نفسية وعلمية متعددة، بعضها متعلق بطبيعة الدماغ وطريقة عمله، والبعض الآخر مرتبط بعوامل شخصية وظروف نفسية تمر بها.
إقرأ أيضا:لماذا سميت عين الجمل بهذا الاسمفعندما تواجه انتكاسة صغيرة تلقائياً تشعر بالتوتر والاكتئاب الشديد وتبدأ تفكر بشكل سلبي في كل تأثير محتمل على حياتك. كنت تعلم أن هذا سيأتي ولكنك أخذت الأمور كأمر مسلم به.
عدم القدرة على إخراج شخص من تفكيرك قد يكون نتيجة لعدة أسباب:
- قوة الحب (العشق) تجعل من الصعب التخلي عن الشخص تعلقت به حتى لو لم يكن متبادلاً.
- الحزن يبقيك في دائرة ذكريات الماضي المؤلمة بعد فقدان شخص عزيز.
- الغضب يجعل من الصعب التسامح ونسيان ما حدث.
- الشعور بالذنب يلزمك بالتفكير باستمرار في الأفعال التي تسببت فيها.
- الخوف من الوحدة يدفعك للتمسك بفكرة العودة.
- الأمل يجبرك على التمسك بالشخص وتأمل في تحسن العلاقة.
- التعلق العاطفي يجعل من الصعب التخلي عن الشخص وتُفكر فيه 24/7.
- الانجذاب الجسدي يجعل من الصعب مقاومته.
- الندم يجعلك تأمل في عودة الشخص.
- الخوف من المجهول أو الفقدان يدفعك للتمسك بالعلاقة.
- الصدمات النفسية في الماضي يُؤدي بك إلى أن تكون أكثر عرضة للتعلق بالآخرين بشكل غير صحي.
- الأفكار الوسواسية وهي حالة اضطراب نفسي مثل الوسواس القهري أو اضطراب ما بعد الصدمة. في هذه الحالة من المهم طلب المساعدة المهنية.
- التواصل المستمر فكلما زاد تواصلك مع هذا الشخص زادت صعوبة إخراجه من تفكيرك.
- التعلق بالأشياء المذكرة من خلال النظر إلى صوره أو التواجد في أماكن مرتبطة به أو سماع الأغاني التي كان يحبها.
- التفكير المفرط بالشخص يعزز من سيطرته على أفكارك.
- قمع المشاعر بدلا من التعبير عنها وتكبتها داخل نفسك مما يفاقم من حدة المشكلة ويزيد من مدة النسيان.
- الملل أو الخمول يجعلك أكثر عرضة للتفكير في الماضي.
- قلة النوم مما يؤدي إلى صعوبة التركيز وتسهيل الانغماس في الأفكار السلبية.
- ضغوطات الحياة تجعلك غير قادر على التركيز على أي شيء آخر غير مشاكلك.
- الروتين إذا كان الشخص جزء من روتينك اليومي فسيكون من الصعب كسر هذا الروتين والتوقف عن التفكير فيه.
- العادات السلبية تكرر أفكارك عن الشخص إذا ربطتها بسلوكيات سلبية مثل التدخين أو شرب الكحول.
تم طرح سؤال على موقع الطبي: هل السبب وراء عدم القدرة على إخراج شخص من تفكيرك هل يعني أنه يفكر بك؟ وهل الشوق و والحنين و الآلام التي نشعر بها في غيابه تعني أنه هو أيظا يتألم؟
إقرأ أيضا:أسئلة عامة للمسابقات واجوبتها – 50 سؤال لمختلف الأعمار
إجاب الدكتور محمد ايمن عرقسوسي على السؤال مثل هذا التعلق بشخص بهذه الطريقة مشكلة عاطفية تحتاج الى معالجة نفسية.
علامات التفكير في شخص التي تدل على وجود مشكلة
من الطبيعي أن نفكر فيمن أحببنا ونُكن لهم التقدير من وقت لآخر، بل هو أمر صحي يعزز الروابط ويثري العلاقات. لكن عندما تتحول هذه الأفكار إلى هاجس مُسيطر يُعقد حياتنا فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة تستدعي العلاج. ومن هذه العلامات:
- التفكير به بشكل قهري حتى في المواقف التي لا تتطلب ذلك.
- مراقبة الشخص ومطاردته بشكل هستيري أينما ذهب.
- الشعور بالغيرة القاتلة من أي شخص يقترب من الشخص الذي تفكر فيه، حتى لو لم يكن هناك أي سبب حقيقي للغيرة.
- التفكير في إيذاء نفسك أو إيذاء الشخص الذي تفكر فيه.
- صعوبة التركيز على عملك أو دراستك بسبب تفكيرك في الشخص الآخر.
- الشعور بالاكتئاب أو التعب أو الأرق أو فقدان الشهية بشكل مستمر بسبب التوتر أو القلق.
- آلام جسدية لا يمكن تفسيرها من الناحية الطبية.
- الشعور وكأن هذا الشخص ملك لك، وأنك تتحكم في تصرفاته وسلوكه.
- الشعور بالانفصال عن الواقع أو كأنك غير موجود فقد يكون ذلك علامة على الفصام أو اضطراب آخر.
كيف تتوقف عن التفكير في شخص ما
يعد التعلق بشخص ما والتوقف عن التفكير به من أصعب التجارب التي يمر بها الإنسان. فمشاعر الحب، والشوق، والحنين، تسيطر على العقل والقلب، وتشعرك وكأن هذا الشخص هو مركز الكون.
لكن لا داعي للقلق فكما تمكن هذا الشخص من احتلال مساحة واسعة في حياتك يمكنك أيضا استعادة السيطرة على أفكارك وعواطفك، واستعادة هدوئك الداخلي من خلال إتباعك الخطوات التي بالأسفل.
اقرأ أيضا: كيف يمكن التوقف عن التفكير بشخص ما: 24 طريقة سهلة لإبعاد شخص ما عن رأسك.
تذكر: إن رحلة التحرر من أفكار شخص ما هي رحلة داخلية تتطلب الصبر، العزيمة، والوعي.
وتتمثل خطوات هذه الرحلة في الآتي:
- تقبل مشاعرك: من الطبيعي أن تفكر في شخص بعد انتهاء العلاقة، فلا تقمع مشاعرك.
- حدد السبب: حاول فهم سبب تفكيرك في الشخص لتتمكن من معالجة مشاعرك بشكل أفضل.
- قلل التواصل: قلل من تفاعلك مع الشخص لتقليل التفكير فيه.
- تخلص من التذكارات: تخلص من أي شيء يذكرك بالشخص مثل الهدايا أو الصور.
- اشغل نفسك: مارس أنشطة جديدة تستهويك لتشغل وقتك وتفكيرك.
- ركز على نفسك: اهتم بنفسك وصحتك الجسدية والنفسية.
- تحدث مع شخص تثق به: عبّر عن مشاعرك لشخص تثق به للحصول على الدعم.
- مارس تمارين التأمل: هذه التمارين تعزز التركيز على الحاضر وتقليل الأفكار المتطفلة.
- اكتب مشاعرك: عبّر عن مشاعرك من خلال الكتابة لفهمها بشكل أفضل.
- ثق بنفسك: تذكر أنك تستحق السعادة ولا تقبل بأقل مما تستحقه.
- اصبر: التغلب على المشاعر يحتاج إلى وقت وصبر.
- لا تقارن: لا تقارن نفسك بالآخرين، لكل شخص تجاربه الخاصة.
- لا تعمم: تجنب التعميمات السلبية، لا تلوم الشخص على كل مشاكلك.
- سامح نفسك: إذا كنت تشعر بالذنب أو الندم، سامح نفسك.
- ركز على المستقبل: انظر إلى الأمام ولا تبقى عالقًا في الماضي.
- اطلب المساعدة: إذا كنت تعاني، لا تتردد في طلب المساعدة المهنية.
- تذكر أنك لست وحدك: مرّ الكثيرون بتجارب مشابهة وتحرروا منها.
- كن لطيفًا مع نفسك: الرفق بالنفس جزء من عملية الشفاء.
خاتمة
في ختام مقالنا عن ما سبب عدم القدرة على إخراج شخص من تفكيرك توصلنا إلى حقيقة معقدة تتشابك فيها العوامل النفسية والعاطفية والسلوكية.
فمن جهة تلعب المشاعر دورا رئيسيا في ربطنا بالآخرين، خاصة إن كانت مشاعر قوية مثل الحب أو الحزن أو الغضب. ومن جهة أخرى، تؤثر السلوكيات المتكررة مثل التواصل المستمر أو مشاهدة صور الشخص أو التواجد في أماكن تذكر به، على تثبيت صورته في ذاكرتنا.
وعلى الصعيد النفسي تلعب الأفكار الوسواسية دورا هاما في استمرار التفكير بشخص ما، خاصة إن كانت أفكارا سلبية أو مقلقة.
ولكن، من المهم التأكيد على أن قدرة الفرد على التحكم بأفكاره سلاح فعال في هذه المعركة.
فبالتعرف على العوامل المسببة حول سبب عدم القدرة على إخراج شخص من تفكيرك يمكنك اتخاذ خطوات إيجابية لكسر حلقة التفكير المتكرر، مثل التحدث مع معالج مختص أو ممارسة تقنيات الاسترخاء أو الانشغال بأنشطة جديدة.
فلا تستسلم، وكن على ثقة بأنك تمتلك القدرة على استعادة السيطرة على أفكارك وعواطفك.