السؤال: عند حذف ملف من مجلد يتم حذفه من حاسبك إلى الأبد، صح أم خطأ؟
- الإجابة: خطأ.
شرح الإجابة:
قد يبدو أن عملية حذف ملف هي نهاية المطاف، كأنك تمزق ورقة إلى أجزاء صغيرة، لكن الحقيقة في العالم الرقمي أكثر تعقيدًا وإثارة. عندما تقوم بإزالة ملف ما، فإن نظام التشغيل، سواء كان ويندوز أو غيره، لا يسارع إلى إتلافه كليًا، بل يقوم بخطوة أولية حذرة وهي نقله إلى منطقة مؤقتة تُعرف بـ “سلة المحذوفات”. هذه السلة تعمل كشبكة أمان، تمنحك فرصة للتراجع عن قرارك واستعادة أي عنصر تم حذفه عن طريق الخطأ، وهي خطوة أولى فقط في رحلة الملف نحو الزوال.
لكن، ماذا يحدث عند إفراغ سلة المحذوفات أو استخدام أمر الحذف النهائي؟ حتى في هذه المرحلة، لا يتم محو البيانات بشكل فوري من على القرص الصلب. الأمر أشبه بإزالة اسم كتاب من فهرس مكتبة ضخمة؛ الكتاب لا يزال موجودًا على الرف، لكن نظام المكتبة (وهو هنا نظام الملفات في حاسوبك) لم يعد يعترف بوجوده ويعتبر مكانه شاغرًا وجاهزًا لوضع كتاب جديد فيه. بعبارة أخرى، يقوم نظام التشغيل بحذف “المؤشر” الذي يدل على مكان وجود بيانات الملف، ويُعلِم القرص الصلب أن المساحة التي كان يشغلها هذا الملف أصبحت متاحة للاستخدام.
إقرأ أيضا:فاكهة الجوافة بالفرنسيةمن هذا المنطلق، تظل المعلومات الأصلية، المكونة من سلسلة معقدة من الأصفار والآحاد، قابعة فيزيائيًا على قطاعات القرص الصلب إلى أن يحتاج الحاسوب إلى تلك المساحة المحددة لتخزين بيانات جديدة. عندها فقط، تتم عملية “الكتابة فوق البيانات” القديمة، وهي اللحظة التي يختفي فيها الملف الأصلي فعليًا ويصبح استرجاعه شبه مستحيل. قد تحدث هذه العملية بعد دقائق أو قد تتأخر لأسابيع، وهذا يعتمد كليًا على حجم استخدامك للحاسوب والعمليات التي تقوم بها.
وهذا يقودنا إلى حقيقة مهمة، وهي أن وجود برمجيات متخصصة في “استعادة البيانات” ليس من قبيل الخيال. تستطيع هذه الأدوات المتقدمة فحص المساحات “غير المخصصة” على القرص الصلب والبحث عن بقايا الملفات التي لم تتم الكتابة فوقها بعد، ومن ثم إعادة تجميعها واسترجاعها. وعلى النقيض تمامًا، توجد برامج “الحذف الآمن” التي لا تكتفي بإزالة المؤشر، بل تقوم عمدًا بالكتابة فوق بيانات الملف ببيانات عشوائية لمرة واحدة أو أكثر، لتضمن بذلك إتلافه بشكل كامل ونهائي لا رجعة فيه.
إقرأ أيضا:تمكن موزلي من تطوير الجدول الدوري حسب الأعداد الكتلية صواب خطأ