فيروس يستخدم في جمع المعلومات عن المستخدمين دون علمهم

إجابة سؤال: فيروس يستخدم في جمع المعلومات عن المستخدمين دون علمهم

• الجواب: برمجيات التجسس (Spyware) أو فيروسات التجسس هي فيروسات رقمية خبيثة تُصمَّم خصيصًا لجمع معلومات المستخدمين بشكل سري دون علمهم.

شرح الإجابة:

تُعتبر برمجيات التجسس من أخطر أنواع البرمجيات الخبيثة التي تعمل بهدوء في خلفية الجهاز. حيث يُمكنها تتبع كل حركة يقوم بها المستخدم مثل المواقع التي يزورها، والكلمات التي يكتبها، بل وقد تسجّل كلمات المرور ومعلومات البطاقات المصرفية. وغالبا لا يدرك المستخدم وجود هذا النوع من الفيروسات لأنها مصممة لتكون غير مرئية تقريبًا.

تبدأ القصة عادة عندما يقوم المستخدم بتحميل تطبيق مجهول أو ملف من موقع غير موثوق. عندها، يُثبّت الفيروس نفسه في الجهاز، سواء كان هاتف ذكي أو حاسوب شخصي. بعد ذلك، يبدأ في جمع البيانات بهدوء، مثل تحديد الموقع الجغرافي، والتقاط صور من الكاميرا، وتسجيل الصوت عبر الميكروفون.

ويستخدم هذا النوع من الفيروسات تقنيات خفية لتجاوز الحماية التقليدية، مثل تغيير شكله باستمرار (polymorphic code) أو استغلال ثغرات أمنية لم تُغلق بعد في النظام.

من المثير للقلق أن بعض هذه الفيروسات تكون من تطوير جهات تسويقية أو حتى مجموعات تجسس إلكتروني محترفة، تستهدف المستخدمين لجمع بيانات تُستخدم في الإعلانات، أو تُباع في أسواق البيانات المظلمة.

وفي بعض الحالات، لا تكتفي هذه البرمجيات بجمع المعلومات فقط، بل تفتح الباب لبرمجيات أخرى للتسلل، مما يجعل الجهاز مهددًا بأكثر من طريقة.

الملفت أن العديد من هذه البرمجيات تأتي مدمجة في تطبيقات تبدو بريئة، مثل تطبيقات تحسين البطارية أو الخلفيات المتحركة، ولهذا من المهم دائمًا التأكد من مصدر التطبيقات قبل تثبيتها.

ويُعتبر استخدام برامج الحماية الحديثة خطوة مهمة، لكن الوعي الشخصي يبقى هو الجدار الأول للدفاع. مثلاً، تجنّب الضغط على الروابط المشبوهة، أو فتح مرفقات من مصادر غير معروفة، أمر ضروري جدًا.

ومن جهة أخرى، بعض الدول تستخدم هذا النوع من الفيروسات لمراقبة المواطنين تحت غطاء الأمن الرقمي، مما يثير تساؤلات كبيرة حول الخصوصية الرقمية والرقابة الحكومية.

أما على الصعيد الفني، فهناك تقنيات مثل Keylogging تُستخدم في بعض هذه البرمجيات لتسجيل كل ضغطة على لوحة المفاتيح، وهو أمر بالغ الخطورة.

باختصار، الفيروس الذي يجمع المعلومات دون علم المستخدم ليس مجرد فكرة نظرية، بل هو خطر حقيقي قائم. وكل ما يحتاجه هو لحظة عدم انتباه من المستخدم.

لذلك، من الضروري تثبيت تطبيقات مكافحة التجسس الموثوقة، وتحديث النظام والتطبيقات باستمرار، وتجنّب تثبيت البرامج من مصادر غير رسمية.

ختاما، الوعي، والوقاية، والتحقق الدائم، هي الأسلحة الأساسية لحماية نفسك من هذا النوع من الهجمات الرقمية التي قد تسلبك خصوصيتك دون أن تدري.