السؤال: في أي شهر ينضج السفرجل؟
- الإجابة: يبلغ السفرجل أوج نضجه في شهر سبتمبر (أيلول).
شرح الإجابة:
إن رحلة نضج ثمرة السفرجل ليست حدثاً عشوائياً، بل هي عملية بيولوجية دقيقة تتناغم مع تبدل الفصول. تبدأ هذه المسيرة مع إزهار أشجار السفرجل في فصل الربيع، حيث تتفتح أزهارها البيضاء المائلة للوردي، لتبدأ بعدها الثمار بالعقد والنمو البطيء على مدار أشهر الصيف الحارة، مستمدةً من أشعة الشمس طاقتها اللازمة للتطور.
وهنا نصل إلى النقطة المحورية، فمع انحسار حرارة الصيف وبداية نسمات الخريف الأولى، تدخل الثمرة مرحلتها النهائية. يُعد شهر سبتمبر هو الشهر المفصلي الذي تكتمل فيه دورة نمو السفرجل، حيث يتحول لونه من الأخضر الصلب إلى الأصفر الذهبي الفاقع، وتتكون تلك الرائحة العطرية القوية والمميزة التي تُعتبر دليلاً قاطعاً على وصوله إلى مرحلة القِطاف المثالية.
يترتب على ذلك، أن العلامات الحسية هي خير برهان على النضج. فعندما تكتسي الحبات بلونها الذهبي وتفوح منها رائحة زكية نفاذة، وتفقد سطحها طبقة الزغب الخفيف التي كانت تغطيها، تكون الثمرة قد بلغت تمام استعدادها. هذا التحول لا يحدث في يوم وليلة، بل هو تتويج لمسار طويل بدأ في الربيع وبلغ ذروته مع مقدم الخريف.
وانطلاقاً من هذه الحقيقة، فإن موسم توفر السفرجل في الأسواق يبدأ فعلياً في سبتمبر، لكنه يمتد ليغطي فصل الخريف بأكمله تقريباً، وأحياناً يصل إلى بدايات الشتاء. لذا، فرغم أن شهر سبتمبر هو شهر النضج على الشجرة، إلا أن الاستمتاع بهذه الفاكهة يستمر طوال أشهر الخريف، مما يجعلها بحق إحدى كنوز هذا الموسم الانتقالي.