جدول المحتويات
في هذا المقال سنتناول موضوع قمع الذكريات المؤلمة للغاية من خلال معرفة ما هي معتقداتنا الشخصية حول عقلنا وكيف يتعامل مع هذه الذكريات الصعبة.
هل تعتقد أن عقلك يمكنه محو الذكريات السيئة من العقل الباطن للتخلص منها أم أنك تعتقد أنه من الأفضل مواجهتها والتعامل معها بشكل صحيح. في هذا المقال سنتحدث عن مفهوم عقل الإنسان ودور الذاكرة في عمل العقل وكيفية التعامل مع الذكريات المؤلمة بشكل صحيح.
مفهوم عقل الإنسان
عقل الإنسان هو جزء لا يتجزأ من الجهاز العصبي وهو مسؤول عن الوظائف العليا للدماغ، مثل التفكير والإدراك والتخيل والتخطيط وغيرها من الوظائف الذهنية. وظيفته الرئيسية هي التعامل مع المعلومات التي يتلقاها الإنسان من العالم الخارجي، ومن ثم تحويلها وتخزينها في الذاكرة لاستخدامها لاحقًا.
علاوة على ذلك، فإن العقل البشري قادر على إنتاج الأفكار والأحاسيس والمشاعر والتفرد والإبداع. وهو قادر أيضا على الإدراك الذاتي والوعي بالذات وبالعالم المحيط، وهو ما يميزه عن الكائنات الحية الأخرى.
دور الذاكرة في عمل العقل
تعمل الذاكرة كجزء أساسي من عمل العقل حيث تساعد في تخزين وتعزيز المعلومات والخبرات التي يحصل عليها الإنسان. تعمل الذاكرة عن طريق تخزين المعلومات والخبرات في نقاط معينة داخل المخ. وتسمح للعقل بالوصول إلى هذه المعلومات واستدعائها في حالة الحاجة إليها.
إقرأ أيضا:8 نصائح للتعامل مع التوتر في اللقاء الغرامي الأولتنقسم الذاكرة إلى نوعين رئيسيين: الذاكرة القصيرة الأجل والذاكرة الطويلة الأجل. يتم تخزين المعلومات القصيرة الأجل في جزء من المخ شبيه بالذاكرة العشوائية في الحواسيب. وبعد فترة قصيرة من الزمن يتم نسيان هذه المعلومات إلا إذا تم تعزيزها عن طريق التكرار أو الاهتمام الشديد.
أما الذاكرة الطويلة الأجل فتعمل عن طريق تغيير الهياكل العصبية في المخ لتخزين المعلومات بشكل دائم. تعمل الذاكرة الطويلة الأجل عن طريق تكرار الأنشطة التي تحتاج إلى التكرار مثل التعلم والحفظ. وكذلك عن طريق الحوادث والأحداث التي تنبعث منها ذكريات طويلة الأجل.
تعريف قمع الذكريات المؤلمة
يعتبر قمع الذكريات المؤلمة واحدا من الأساليب التي يستخدمها الفرد للتعامل مع تلك الذكريات ودفعها بعيدا عن منطقة الوعي، وذلك للسماح بالحفاظ على التعلق في حالة كان ذلك مهما لحياته العاطفية والاجتماعية. ويعتقد بعض العلماء في علم النفس أنه يمكن باستخدام بعض العلاجات استرداد تلك الذكريات المكبوتة في حين يشك أخرون في وجودها بشكل كامل.
على الرغم من أن القدرة على كبتها قد تكون مفيدة في بعض الحالات بسبب أن هناك ذكريات مؤلمة لكنها جميلة. إلا أنه يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على الصحة العقلية للشخص على المدى الطويل.
الأسباب التي تؤدي إلى قمع الذكريات المؤلمة
قد يقوم عقل الإنسان بقمع الذكريات المؤلمة بسبب العديد من الأسباب فقد يكون الألم الذي تسببه كبيرا جدا لدرجة أن العقل يقوم بإخفائها عن الوعي. وفيما يلي بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى قمعها :
إقرأ أيضا:الاستفادة من تجارب الحياة: خطوات ليصبح الفشل مفتاح النجاح- الضغط النفسي: يمكن أن يسبب الضغط النفسي الشديد تأثيرات سلبية على العقل والجسم .
- الإصابة الجسدية: من الممكن أن يسبب تعرض الإنسان لإصابة جسدية شديدة تسبّب له الألم والمعاناة إلى نسيان الذكريات المؤلمة المتعلقة بهذه الإصابة.
- الصدمات النفسية: يمكن أن تسبب الصدمات النفسية مثل تجارب الحرب، أو الإعتداء الجنسي، أو العنف الأسري، تأثيرات نفسية سلبية .
- الأحداث الصادمة: يمكن أن تكون الأحداث الصادمة مثل الحوادث المرورية، أو فقدان أحد أفراد العائلة، أو تعرض للإهانة، أو التجربة العاطفية السيئة.
تأثيرات قمع الذكريات المؤلمة
يؤدي تأثير الذكريات السيئة إلى تراكم الضغط العاطفي والنفسي داخل الإنسان. وقد يصل الأمر إلى حدود إصابته ببعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر الشديد.
علاوة على ذلك يمكن أن يؤثر المكبوت منها على العلاقات الاجتماعية للفرد إذ أن عدم التعامل الصحيح معها يزيد من احتمالية الانفجار العاطفي والإدمان على المخدرات والكحول والأطعمة العالية بالسكر.
تغيير الشخصية
أيضا يمكن أن يتسبب قمعها في تغيير شخصية الفرد إذ يتأثر بشكل مستمر بتلك الذكريات المكبوتة والتي يحاول إخفاؤها في داخله مما يؤدي إلى تغيير سلوكه وشخصيته.
إقرأ أيضا:10 أفكار إبداعية لإظهار المشاعر من خلال الهداياويعتبر الإفراط في كبتها من أخطر المضاعفات التي يمكن أن تظهر على الإنسان، حيث يصبح عرضة للإصابة بأمراض قلبية والأمراض النفسية الخطيرة، ويفضل التعامل معها بشكل سليم وفقًا للإرشادات الخاصة بذلك.
مخاطر كبت الذكريات المؤلمة
تجاهل الذكريات المؤلمة وكبتها يمكن أن يؤدي إلى آثار نفسية خطيرة، فعندما يقوم العقل بكبتها لا يعني ذلك أنها قد اختفت بل سبب الألم الذي تسببت بها يبقى داخل العقل ويؤثر على حياة الشخص بطريقة سلبية، ويمكن أن تظهر هذه التأثيرات في صورة اضطرابات نفسية وفقدان الذاكرة والشعور بالفشل في حياته اليومية.
وبما أن العقل يريد حماية نفسه فقد يقوم بتدمير نفسه بطريقة سرية عن طريق كبتها وتحويلها إلى الخلفية. ولكن يمكن أن يؤدي هذا السلوك الدفاعي إلى تراكم المشاعر المؤلمة والتسبب في صعوبات في العلاقات الإجتماعية والإكتئاب وحتى الإدمان.
كيفية التعامل مع الذكريات المؤلمة
تعتبر مواجهة الذكريات المؤلمة والتعامل معها بشكل صحيح أمرا مهم لصحة العقل والجسم ومن أجل مساعدتك على التعامل مع هذه الذكريات نقدم لك هذه النصائح:
- تحدث عنها: يمكن أن يكون التحدث عن الذكريات المؤلمة مع الأصدقاء أو المشاورة مع مستشار نفسي مفيدًا جدًا للتحرر منها وتخفيف الألم.
- اكتبها: قد تساعدك الكتابة في التخلص منها وإعادة تصويرها بشكل آخر قد يساعد في التغلب عليها.
- ممارسة اليوغا والتأمل: تعتبر التقنيات الهادئة مثل اليوغا والتأمل وسيلة فعالة للتعامل معها وتخفيف التوتر والقلق المرتبط بها.
- حدد الفوائد: يمكن أن تخفيف الألم الناتج عنها يكون محفزا للنمو الشخصي حدد الفوائد التي يمكن أن تحققها من خلال تعاملك مع هذه الذكريات.
- تعلم الاسترخاء: تعلم الاسترخاء وتطبيقه عند الشعور بالتوتر يمكن أن يساعدك وتخفيف أثرها على روحك وجسدك.
نصائح للتعامل مع الذكريات المؤلمة
بعد أن تعرفنا على دور العقل والذاكرة وتأثيرات قمع الذكريات المؤلمة، يمكننا الآن الحديث عن كيفية تعاملك بشكل صحيح وكافٍ. وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك:
- تقبل حقيقة الأمر: يجب علينا قبول حقيقة وجود تلك الذكريات وعدم تجاهلها أو التظاهر بأنها لم تحدث. هذا يساعد على بدء عملية التعافي.
- تقسيم الذكريات: ينصح بتقسيمها إلى أجزاء صغيرة والتركيز على كل جزء على حدة، بدلاً من التركيز على الصورة الكاملة والمؤلمة.
- الحديث عنها: يمكن للحديث مع أحد ثقة والتحدث عنها أن يساعد في تخفيف الألم الناجم عنها.
- تذكر الأشياء الإيجابية: يمكن لتذكر الأشياء الإيجابية في الحياة أن تساعد في التخفيف من تأثيرات تلك الذكريات المؤلمة.
- الحفاظ على الصحة العقلية: يجب الحرص على العناية بالصحة العقلية والعمل على تقوية العقل ليتمكن من معالجتها .
خلاصة المقال
في هذا المقال تحدثنا عن موضوع قمع الذكريات المؤلمة للغاية وكيف يمكن لعقل الإنسان التعامل معها بشكل صحيح. من خلال فهمنا لمفهوم عقل الإنسان ووظيفته وكيفية عمل الذاكرة في العقل، استطعنا تحديد العوامل التي تؤدي إلى قمع الذكريات المؤلمة وتأثيراتها ومخاطرها، كما تحدثنا عن كيفية التعامل مع هذه الذكريات ونصائح للتغلب عليها.
نحن نعتقد أن الاهتمام بصحة العقل والتعامل مع الذكريات المؤلمة بشكل صحيح هو جزء أساسي من حياة الإنسان، وباستخدام الأساليب المناسبة يمكننا التغلب عليها وتقوية عقولنا ومن ثم حماية أنفسنا من التأثيرات السلبية التي يمكن أن تسببها.