السؤال: لماذا سميت رسالة عمان بهذا الاسم؟
- الإجابة: سُميت “رسالة عمّان” بهذا الاسم لسببين رئيسيين: أولهما أنها انطلقت من العاصمة الأردنية عمّان، وثانيهما لأنها تُمثل وتجسد المبادئ الجوهرية للوسطية والاعتدال التي يتبناها الأردن في فهمه للإسلام.
شرح الإجابة:
في ليلة السابع والعشرين من رمضان لعام 1425 هجري، الموافق للتاسع من نوفمبر 2004 ميلادي، انبثق من قلب المملكة الأردنية الهاشمية بيانٌ تاريخي أُطلق عليه اسم “رسالة عمّان”. هذا البيان، الذي صدر بمبادرة من الملك عبد الله الثاني بن الحسين، لم يكن مجرد وثيقة عابرة، بل كان بمثابة إعلان واضح ومحدد موجه للأمة الإسلامية بأسرها، ومنها إلى العالم أجمع.
ومن هنا، فإن التسمية لم تكن مجرد إشارة جغرافية للمكان الذي صدرت منه، بل حملت في طياتها دلالة أعمق. فاختيار اسم “عمّان” كان تأكيداً على أن هذه المبادرة تنبع من أرضٍ جعلت من الاعتدال والتسامح ركيزة أساسية لهويتها. فالاسم يربط بشكل مباشر بين مكان الانطلاق، وهو عاصمة الأردن، وبين الفكر الذي تحمله الرسالة، وكأن المدينة نفسها قد أصبحت رمزاً لهذا النداء العالمي.
بيد أن الدلالة الأهم للاسم تتجاوز حدود الجغرافيا لتلامس جوهر الفكرة ذاتها. فـ “رسالة عمّان” جاءت لتُعرّف بوضوح من هو المسلم، ولترسي قواعد الحوار والتفاهم داخل البيت الإسلامي، رافضةً كل أشكال الغلو والتطرف. وعليه، أصبحت كلمة “عمّان” في هذا السياق مرادفةً لمنهج الوسطية، وهو الطريق الذي يوازن بين الثوابت والمتغيرات، ويجمع ولا يفرق. لقد كانت الرسالة بمثابة صوتٍ للعقلانية والتسامح انطلق من عمّان ليتردد صداه في كل مكان.
في المحصلة، فإن اسم “رسالة عمّان” يختزل ببراعة هوية هذه المبادرة بأكملها؛ فهو يشير إلى المنبع الجغرافي (عمّان)، ويعبر عن المضمون الفكري (الوسطية والاعتدال)، ويوضح الهدف الأسمى (إيصال رسالة وحدة وتسامح إلى العالم). وبهذا، لم يعد الاسم مجرد عنوان، بل أصبح هوية متكاملة لمشروع فكري وحضاري كبير.