مناهج المملكة العربية السعودية

ماذا اكتشف أندرياس فيزاليوس

ماذا اكتشف أندرياس فيزاليوس

اكتشف أندرياس فيزاليوس من خلال تشريحه لجسم الإنسان العديد من الأعضاء الأساسية، الشرايين، العضلات، والغدد. وأكتشف أن الدماغ والجهاز العصبي هما المسؤولان عن التحكم في الجسم وليس القلب واكتشف الصمام التاجي لشرح تدفق الدم مما غيّر مفاهيم علم التشريح القديمة.

من هو أندرياس فيزاليوس

أندرياس فيزاليوس¹ (1514-1564) كان عالم تشريح وطبيب جراح فلمنكي بلجيكي، يعتبر مؤسس علم التشريح الحديث. اشتهر بكتابه “بنية جسم الإنسان” (De humani corporis fabrica) الذي نُشر عام 1543، حيث قدّم وصفا دقيقا ومصورا لتشريح الجسم البشري، مما أحدث ثورة في دراسة الطب.

التعليم المبكر ومسيرة التعلم

تلقى أندرياس فيزاليوس تعليمه الأولي في “جمعية أخوة الحياة المشتركة” في بروكسل، حيث تعلم اللغتين اليونانية واللاتينية، وهما ضروريتان لدراسة الطب في ذلك الوقت.

بعد ذلك، التحق بجامعة لوفين في عام 1528 لدراسة الفنون. لاحقا في عام 1533 انتقل إلى جامعة باريس لمتابعة دراسة الطب، حيث تعمق في دراسة نظريات جالينوس تحت إشراف أساتذة مثل جيما فرايز‏ وجاك دوبويس.

اكتشف فيزاليوس ما يقارب 300 خطأ في التشريح الذي وضعه جالينوس، ومن بين هذه الأخطاء أن الفك البشري يتكون من جزء واحد وليس من جزأين، وأن النساء لا يمتلكن زوجا إضافيا من الأضلاع مقارنة بالرجال، كما أن عظمة الصدر عند الإنسان تتكون من ثلاثة أجزاء فقط، وليس سبعة أجزاء كما كان يعتقد جالينوس.

إقرأ أيضا:مصابيح الفلورسنت هي من أمثلة البلازما

بالإضافة إلى ذلك، تبين أن الدم لا يتدفق من البطين الأيمن إلى البطين الأيسر عبر الحاجز بينهما، بل يمر عبر الدورة الدموية الرئوية، وكذلك فإن الكبد لا ينتج الدم كما كان جالينوس يعتقد بل يقوم بترشيح وتنقية الدم فقط.

إسهاماته في عصر النهضة

في عصر النهضة، حيث كانت الكنيسة تسيطر على معظم العلوم والمعتقدات، تمكن فيزاليوس من كسر العديد من التقاليد عبر دراساته وأبحاثه، حيث قام بأول دراسة علمية مباشرة لجثث البشر. ساعدت دراسته المباشرة لجسم الإنسان في تصحيح المعلومات المغلوطة التي كانت سائدة، وقدم بذلك للعالم فهمًا أكثر دقةً عن علم التشريح، مما ساهم في دفع العلوم الطبية نحو الأمام.

يعد كتابه De Humani Corporis Fabrica (بنية جسم الإنسان) من أهم وأشهر أعماله، وقد نشر لأول مرة في عام 1543 في مدينة بازل بسويسرا. يعتبر هذا الكتاب أول كتاب دقيق ومصور عن علم التشريح، حيث احتوى على رسومات دقيقة لجسم الإنسان أعدها فنانون مبدعون تحت إشراف فيزاليوس. ألقى الكتاب الضوء على تفاصيل عضلات وعظام وأعضاء الجسم البشري بطريقة لم تكن معروفة من قبل، وأصبح مرجعًا أساسيًا لطلاب الطب والعلماء حول العالم.

اكتشافاته حول القلب ودحضه لجالينوس

من أهم اكتشافاته في علم التشريح كان تشريحه للقلب البشري، حيث دحض نظرية جالينوس التي كانت تقول بوجود فتحات في الحاجز البطيني تسمح بمرور الدم بين البطينين. أكد عدم وجود مثل هذه الفتحات، وهو ما أثبت خطأ نظرية قديمة استمرت قرونا. كما ساهم في اكتشاف الدور الحقيقي للصمامات القلبية في تنظيم تدفق الدم، ما كان يعدّ اكتشافًا ثوريًا آنذاك.

إقرأ أيضا:مجالات التطور التقني في سوق العمل تشمل الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، والتسويق الرقمي. صواب خطأ

واجه فيزاليوس العديد من التحديات، فبحكم أن تشريح الجثث كان يعتبر محظورا من قبل الكنيسة، فقد تعرّض للكثير من الانتقادات، بل والاتهامات بالهرطقة. ورغم ذلك، استمر في تقديم أفكاره وتحليلاته بكل شجاعة.

إقرأ أيضا:كيف ساهمت مكونات المنظر الطبيعي وكذا نشاط الإنسان في الشكل المنظر الطبيعي

بعد عدة سنوات من العمل الدؤوب في علم التشريح، قرر فيزاليوس الذهاب في رحلة حج إلى الأراضي المقدسة عام 1564، وقد كانت هذه الرحلة الأخيرة في حياته، حيث توفي وهو في طريقه إلى القدس.

وفاته وإرثه

أثناء عودته إلى أوروبا من رحلة الحج حاصرت عاصفة السفينة وجرفتها المياه إلى شاطئ جزيرة زاكينثوس اليونانية وأصيب أندرياس فيزاليوس بمرض شديد ونظرا لتدهور حالته توفي.

يعتبر أندرياس فيزاليوس مؤسسا لعلم التشريح الحديث وأحد أعمدة الطب، حيث فتح الباب أمام العلماء لدراسة الجسم البشري بمزيد من الدقة والموضوعية. نشرت أعماله في كتب عديدة تجاوزت الـ 20 كتابا، مما أثار إعجاب العالم ووضعه في مكانة خاصة في تاريخ الطب. كذلك ألهمت أبحاثه العديد من العلماء من بعده، ليصبح علم التشريح أكثر تطورا ودقة.

السابق
يلزم قانون كرة اليد اللاعب المصوب للرمية الجزائية بالمحافظة على أحد الرجلين على الأرض أثناء التصويب
التالي
قائمة بأفلام عن الحب من طرف واحد تستحق المشاهدة

اترك تعليقاً