ما تقول في رجل قال لزوجته أنت طالق إن ولدت ولدين حيين أو ميتين ، أو ذكرين أو أنثيين ، فولدت ولدين ولم تطلق، فماذا ولدت

السؤال: ما تقول في رجل قال لزوجته: أنت طالق إن ولدت ولدين حيين أو ميتين، أو ذكرين أو أنثيين، فولدت ولدين ولم تطلق، فماذا ولدت؟

شرح الإجابة:

إن التأمل في هذه المسألة يقودنا إلى عمق الدقة اللغوية في الأحكام والعهود. فالرجل هنا ربط وقوع الطلاق بتحقق واحد من أربعة شروط محددة، وكل شرط منها قائم على التماثل أو التطابق بين المولودين. فالصيغة التي ألقاها الزوج تجعل من الطلاق حقيقة واقعة فقط إذا كان المولودان متماثلين في صفة الحياة، أو في صفة الموت، أو في صفة الجنس كذكرين، أو في صفة الجنس كأنثيين. أي أن وقوع الطلاق مرهون بالازدواجية في أي من هذه الخصائص.

ومن هذا المنطلق، فإن عدم وقوع الطلاق يعني بالضرورة أن واقعة الولادة قد خالفت جميع الشروط التي وضعها الزوج. فالنجاة من هذا اليمين المعقّد لا تتم إلا بتحقيق الاختلاف في كل زوج من الصفات المذكورة. فالواقعة التي حدثت لم تكن ولادة طفلين حيين، ولا طفلين ميتين، وفي الوقت ذاته لم تكن ولادة ذكرين، ولا ولادة أنثيين. لقد كانت نتيجة الولادة حالة فريدة تكسر كل هذه الثنائيات المتجانسة.

وبناءً على هذا الاستدلال المنطقي، يتضح أن المخرج الوحيد الذي يبطل هذا القَيْد هو أن تنجب المرأة مولودين مختلفين في كل شيء اشترطه الزوج. ولكي لا يكونا “حيين أو ميتين”، لابد أن يكون أحدهما حياً والآخر ميتاً. ولكي لا يكونا “ذكرين أو أنثيين”، لابد أن يكون أحدهما ذكراً والأخرى أنثى. خلاصة القول هي أن هذه المرأة أنجبت ولداً وبنتاً، كان أحدهما على قيد الحياة بينما فارق الآخر الحياة، وبذلك لم يتحقق أي شرط من شروط الزوج، وبقيت عصمة الزواج قائمة.