حل سؤال: ما دور الفلزات في الطب؟
- إجابة السؤال هي : الأدوات الجراحية، الأجهزة الطبية، معدات الأشعة والمغناطيسية.
شرح الإجابة :
تُعد الفلزات عصب الطب الحديث، فهي لا غنى عنها في مختلف التخصصات الطبية، وتلعب دوراً محورياً في تمكين الأطباء من تشخيص الأمراض وعلاجها بفعالية غير مسبورة. إن خصائصها الفيزيائية والكيميائية الفريدة، مثل القوة الميكانيكية، المقاومة للتآكل، والتوافق الحيوي، جعلتها ركيزة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في ميدان الرعاية الصحية.
من هذا المنطلق، نجد الفلزات تتجلى بوضوح في صناعة الأدوات الجراحية التي يستخدمها الجراحون بدقة متناهية كل يوم. يعتمد اختيار الفلز هنا على متانته وقدرته على تحمل عمليات التعقيم المتكررة، فضلاً عن مقاومته للتفاعلات الكيميائية داخل جسم الإنسان.
يُعد الفولاذ المقاوم للصدأ، بمشتقاته المتعددة، النجم الأول في هذا المضمار، إذ يُستخدم على نطاق واسع في تصنيع المشارط الحادة، والملاقط الدقيقة، والمقصات الجراحية، وغيرها الكثير من الأدوات. يضمن هذا النوع من الفلزات بقاء الأدوات معقمة ونظيفة، مما يقلل بشكل كبير من خطر انتقال العدوى أو حدوث مضاعفات.
بالإضافة إلى الفولاذ، تُستخدم سبائك خاصة أخرى تجمع بين الكروم والنيكل والموليبدينوم لزيادة الصلابة ومقاومة التآكل، لتُلبي المتطلبات الصارمة لمختلف العمليات الجراحية. تتطلب الأدوات التي تلامس الأنسجة الحية لفترات طويلة توافقاً حيوياً فائقاً، وهو ما توفره هذه المواد بامتياز.
وإذا انتقلنا إلى عالم الأجهزة الطبية، فإننا نرى الفلزات تحتل مكانة بارزة في تصميم وإنشاء الغرسات والأطراف الصناعية التي تعيد الأمل للمرضى. إن التيتانيوم وسبائكه يعتبران مادة مثالية في هذا المجال، بفضل خفة وزنه وقوته العالية وقدرته الفائقة على الاندماج مع العظام والأنسجة البشرية دون رفض من الجسم.
تُصنع من التيتانيوم وسبائك الكوبالت-الكروم العديد من الأجزاء الحيوية، مثل مفاصل الورك والركبة الصناعية، بالإضافة إلى صفائح العظام والبراغي التي تُستخدم لتثبيت الكسور. هذا التوافق الحيوي يمنح المرضى فرصة لاستعادة وظائفهم الحركية بشكل طبيعي وآمن.
علاوة على ذلك، تُستخدم الفلزات أيضاً في تصنيع الدعامات الوعائية التي تفتح الشرايين المسدودة، وتكون غالباً من الفولاذ الطبي أو سبائك النيتينول الذكية التي تتميز بذاكرة الشكل. كما تدخل في تركيب أجهزة تنظيم ضربات القلب، حيث يُستخدم البلاتين لأسلاك التوصيل نظراً لخموله الكيميائي وقدرته العالية على التوصيل الكهربائي.
وفي سياق آخر، لا يمكننا إغفال دور الفلزات الجوهري في معدات الأشعة والتصوير المغناطيسي، التي تُعد حجر الزاوية في التشخيص الدقيق. ففي أجهزة الأشعة السينية، تُستخدم الفلزات كـ التنجستن في فتيل الأنبوب لإنتاج الأشعة، بينما يُستخدم الرصاص كدرع فعال للحماية من الإشعاع الضار، مما يضمن سلامة المرضى والطاقم الطبي.
تتواصل مساهمة الفلزات لتشمل تقنيات التصوير المتقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث تُستخدم سبائك معدنية خاصة، مثل تلك التي تحتوي على النيوبيوم والتيتانيوم، لإنشاء مغناطيسات فائقة التوصيل تولد حقولاً مغناطيسية قوية جداً. هذه المغناطيسات هي جوهر عمل الجهاز، وتُمكّن من التقاط صور تفصيلية للغاية للأنسجة الرخوة.
في ختام هذا الشرح الموجز، يتضح لنا أن الفلزات ليست مجرد مواد خام، بل هي شركاء أساسيون في كل جانب من جوانب الطب الحديث. من أدوات الجراحة الدقيقة إلى الأطراف الصناعية المتقدمة ومعدات التصوير التشخيصي المتطورة، تظل الفلزات عنصراً لا غنى عنه، وتُسهم بشكل مباشر في تحسين جودة حياة المرضى حول العالم.