السؤال: ما هي أوراق الجوافة بالعراقي
شرح الإجابة:
إن فهم تسمية أوراق الجوافة في العراق يتطلب النظر إلى ما هو أبعد من مجرد الترجمة المباشرة، فالأمر يرتبط ارتباطاً وثيقاً باللغة المتداولة وطريقة تعاطي أهل المنطقة مع النباتات وثمارها. ففي اللهجة العراقية، يُطلق اسم “عرموط” على فاكهة الجوافة نفسها، ومن هذا المنطلق، امتدت التسمية لتشمل أجزاء الشجرة المختلفة، وفي مقدمتها الأوراق، حيث يُشار إليها باسم النبات الأم. هذا التقليد اللغوي، الذي يربط الجزء بالكل، شائع في العديد من اللهجات العربية.
وهنا يكمن جوهر المسألة في التشابه الشكلي بين ثمرة الجوافة وثمرة الكمثرى، التي يُطلق عليها اسم “عرموط” في العراق وبلاد الشام. فعندما استُقدمت الجوافة، وهي فاكهة استوائية من فصيلة النباتات الآسية (Myrtaceae)، وجد الناس تشابهاً في هيئتها مع “العرموط” المألوف لديهم، فأطلقوا عليها الاسم ذاته كنوع من القياس البصري. وبالتالي، أصبحت شجرة الجوافة تُعرف محلياً باسم شجرة العرموط، وصارت أوراقها تُعرف تبعاً لذلك بـ “ورق العرموط”.
وعلى هذا الأساس، من المهم التمييز العلمي الدقيق؛ فالجوافة (Psidium guajava) تختلف نباتياً عن الكمثرى الحقيقية (Pyrus). إلا أن الثقافة الشعبية واللهجات المحلية غالباً ما تبتكر أسماءها الخاصة بناءً على الملاحظة والتجربة اليومية بدلاً من التصنيف النباتي الصارم. وهذا يمثل ظاهرة لغوية وثقافية لافتة، توضح كيف تتشكل المفردات وتتطور داخل المجتمع للتعبير عن محيطه البيئي بطريقة عملية ومباشرة، حتى وإن اختلفت عن التسميات العلمية القياسية.