صواب، من أمثلة الدوافع الفطرية دافع الحاجة إلى السكن والاستقرار. هذا الدافع يُعد جزءًا لا يتجزأ من السلوك البشري الأساسي، وهو متجذر بعمق في البيولوجيا الخاصة بنا لضمان البقاء والازدهار. يُصنف ضمن الاحتياجات الأساسية التي لا نتعلمها، بل نولد بها، حيث تدفعنا غريزيًا للبحث عن مأوى يوفر الحماية و الأمان الجسدي من المخاطر الخارجية.
تتجلى أهمية هذا الدافع في كونه يوفر الحماية ضد العوامل البيئية القاسية كالبرد والحرارة والأمطار، وكذلك يحمي من الحيوانات المفترسة والتهديدات الأخرى المحتملة. إن وجود مسكن آمن يمثل قاعدة انطلاق لممارسة أنشطة حيوية أخرى ضرورية لاستمرار النوع البشري، مثل التكاثر وتربية الأبناء وتخزين الموارد الغذائية.
يمكن مقارنة الحاجة إلى السكن والاستقرار بدوافع فطرية أخرى لا غنى عنها مثل الجوع و العطش و التنفس؛ فجميعها تخدم هدف البقاء الأساسي. وفقًا لهرم ماسلو للاحتياجات، تأتي حاجات الأمان، والتي يشملها السكن والاستقرار، مباشرة بعد الاحتياجات الفسيولوجية، مما يؤكد على أولويتها في علم النفس التحفيزي.
لا يقتصر مفهوم الاستقرار على المأوى المادي فحسب، بل يمتد ليشمل الأمان النفسي والشعور بالانتماء والقدرة على التنبؤ بالمستقبل ضمن بيئة مألوفة. هذا الاستقرار ضروري للصحة العقلية والحد من التوتر والقلق، مما يسمح للفرد بتطوير علاقات اجتماعية صحية والمساهمة بفعالية في المجتمع.
إقرأ أيضا:يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت اعرابعلى الرغم من أن أشكال المساكن وأنماط الحياة المستقرة تختلف بشكل كبير باختلاف الثقافات والمناطق الجغرافية ومستوى التطور التكنولوجي، إلا أن الدافع الأساسي للبحث عن مأوى آمن ومستقر يظل سمة عالمية ومشتركة بين جميع البشر. هذا التنوع في التعبير عن الحاجة يؤكد مرونتها التكيفية، لكنه لا ينفي أصلها الفطري كـغريزة بقاء جوهرية.
إقرأ أيضا:يتساوى النمو السكاني في الدول المختلفة صواب خطأ