مناهج المملكة العربية السعودية

من السنه السلام عند الخروج من المجلس صح ام خطا

إجابة سؤال: من السنة السلام عند الخروج من المجلس صواب خطأ

الجواب: صواب. السلام عند الخروج من المجلس من السنة النبوية، وهو سلوك محمود يدل على كمال الأدب وتمام الاجتماع.

شرح الإجابة:

عندما يدخل المسلم مجلسًا فإنه يُسلِّم، وهذا من الآداب الرفيعة التي علّمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن ما لا يعلمه كثير من الناس أن هذا السلام لا يقتصر فقط على الدخول، بل هو مطلوب أيضًا عند الخروج. فكما بُدئ اللقاء بسلام، ينبغي أن يُختم بالسلام. وهذا من تمام البر وكمال الأخلاق، لأن الإسلام يريد أن يزرع المحبة، والطمأنينة، والتقدير المتبادل بين الناس حتى في اللحظات التي يفترقون فيها.

وقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال: “إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة”. هذا الحديث الصحيح يكشف عمق هذه السنة النبوية التي قد يظنها البعض أمرًا ثانويًا، بينما هي تربية سلوكية وأخلاقية راقية.

من خلال هذه السنة، يتعلم الطفل، بل ويتربى الصغير والكبير على أن السلام ليس مجرد تحية شكلية، بل هو قيمة تربوية وتواصلية، تحفظ الود وتحمي القلوب من الجفاء. وعندما يُمارَس السلام عند الخروج، يتجدد التقدير، وتُغلق المجالس على خير كما فُتحت بخير، وهذا تمام الأدب مع الناس ومع النفس.

إقرأ أيضا:اللافلز الوحيد الذي يوجد في يسار الجدول الدوري هو

أي شخص قد لا يدرك تفاصيل الحديث النبوي، لكنه يعرف أن “لما أدخل أقول السلام عليكم، ولما أخرج كمان أقول السلام عليكم”، وهذا وحده يُغرس في قلبه الاحترام، والتواضع، والانضباط في كل لقاء. أما المراهق والبالغ، فيفهم أن هذا السلوك هو جزء من منظومة الآداب الإسلامية التي تهدف إلى تطهير المجالس من اللغو، وتمتين الروابط بين الأفراد، بل حتى تكفير الذنوب التي قد تقع أثناء الحديث.

السلام عند الخروج أيضًا يعكس المسؤولية الشخصية؛ فأنت لا تترك مكانك وكأن شيئًا لم يكن، بل تُعلِم الآخرين أنك قد غادرت، وتُحييهم تحية تحمل احترامًا واستئذانًا في الوقت نفسه، وهو تصرف راقي ومنضبط. الكياسة الاجتماعية تبدأ من هذه السنن الصغيرة، التي تزرع في النفس أن كل حركة للإنسان لها معنى، وكل كلمة تُقال بحب وبنية خالصة.

في المجالس، يحدث أحيانًا أن تُقال كلمات غير مقصودة أو ترتفع الأصوات، ولهذا جاء السلام عند الخروج ليكون خاتمة طيبة تمحو ما سبق من سوء، وتفتح بابًا للتسامح والرضا. فكما أن الاستئذان يُظهر الاحترام، فإن السلام عند المغادرة يُظهر الأخلاق والوعي.

وهنا تبرز مفاهيم مهمة مثل اللباقة، التواصل الاجتماعي، حسن الاختتام، والتقدير المتبادل، وكلها معانٍ تُختزن في هذا السلوك البسيط. وهذا ما يجعلنا نفهم لماذا حرص النبي ﷺ أن يُقرِّر هذه السنة في حديث واضح صريح.

إقرأ أيضا:اللافلز الوحيد الذي يوجد في يسار الجدول الدوري هو

فالمعلم الذي يودّع تلاميذه بسلام، يُعلِّمهم بلا كلمات أن الاحترام لا ينتهي عند انتهاء الدرس. والطفل الذي يقول “سلام عليكم” قبل أن يغادر البيت أو الفصل، يبدأ بتطبيق الآداب النبوية عمليًا. وعندما نُربي الصغار على هذه العادة، فإننا نُرسِّخ فيهم الوعي بالآخر، والاحترام للزمن، والحفاظ على الروابط الإنسانية.

الخروج من المجلس ليس فقط انتقالًا مكانيًا، بل هو أيضًا تحوّل في الحالة النفسية والاجتماعية؛ من جماعة إلى فرد، من لقاء إلى وداع، من مشاركة إلى خلوة. ولهذا كان من الجمال أن يُختم هذا التحول بكلمة تُبارك الجمع وتُحسن الفراق. وهذه الكلمة هي السلام.

الكيان اللغوي لكلمة “السلام” نفسه ليس عابرًا، بل هو تحية تضمن الأمان، وتغرس الطمأنينة، وتُشير إلى سلامة الصدر. لهذا حين نقولها عند الخروج، فإننا نُعلن ضمنيًا أن القلوب صافية، وأن اللقاء كان طيبًا، وأن النفس مرتاحة.

في عصر السرعة والانشغال، ننسى أحيانًا هذه التفاصيل، لكنها تظل علامة على بقاء الروح الإسلامية في تعاملاتنا. فحين يخرج شخص من مجلس في بيت، أو فصل، أو حتى من مجموعة أصدقاء، ويُسلِّم، فإنه يُذكّرهم بقيمة الود، وأدب التوديع، وأهمية السكينة في الاختتام.

إقرأ أيضا:اللافلز الوحيد الذي يوجد في يسار الجدول الدوري هو

أخيرًا، السلام عند الخروج لا يُقاس بكبر الفعل، بل بعِظم أثره؛ هو فعل صغير يحمل في داخله خلاصة تربية، وبذرة مجتمع متماسك. ولهذا السبب، فإن هذه السنة ليست مجرد حركة، بل منهج حياة يتكرر في اليوم عشرات المرات، ويتربى عليه الناس جيلاً بعد جيل.

وهكذا يتبين أن السلام عند الخروج من المجلس ليس فقط سنة، بل هو من أهم الأدلة على اكتمال الأخلاق الإسلامية في العلاقات اليومية، ويُعد جوابًا عمليًا على سؤال كبير: كيف نبني مجتمعًا راقيًا يبدأ بالحُب، وينتهي بالحُب؟

النتيجة: من السنة السلام عند الخروج من المجلس، والإجابة: صواب.

السابق
هل يمكن للروبوت أن يكون خبيرا

اترك تعليقاً