إجابة سؤال: من نتائج الكشوف الجغرافية على العالم العربي محاصرة البرتغاليين لبعض الشواطئ العربية على بحر العرب صواب خطأ
- الجواب: صواب. محاصرة البرتغاليين لبعض الشواطئ العربية المطلة على بحر العرب تعتبر من النتائج الهامة للكشوف الجغرافية وتوسع النفوذ الأوروبي في المنطقة.
شرح الإجابة:
خلال القرن الخامس عشر، انطلقت الكشوف الجغرافية بقيادة البرتغال نحو المحيطات والبحار المفتوحة، رغبةً في السيطرة على طرق التجارة البحرية والتفوق على القوى الإسلامية، خاصةً بعد سقوط الأندلس وتضييق الخناق على التجارة البرية عبر الشرق الأوسط. وبسبب موقع العالم العربي الاستراتيجي، كان من الطبيعي أن يكون أحد ضحايا هذا التوسع الاستعماري الأوروبي.
تركّز النشاط البرتغالي في مناطق محددة مثل ساحل عمان ومدخل الخليج العربي، وتحديدًا عند مضيق هرمز، وهي منطقة حيوية تمر بها السفن التجارية القادمة من الهند وشرق آسيا. قامت الأساطيل البرتغالية ببناء حصون بحرية على السواحل مثل قلعة هرمز وقلعة مطرح، بهدف فرض الضرائب على السفن العابرة والتحكم في حركة الملاحة البحرية.
من أهم نتائج هذه السيطرة كان عزل الموانئ العربية عن الشبكة التجارية الدولية، وتراجع دور التجار العرب الذين كانوا يعتمدون على الرحلات الموسمية عبر بحر العرب لنقل التوابل والحرير والمنسوجات. كما أدى ذلك إلى تراجع القوة البحرية العُمانية مؤقتًا، قبل أن تنهض لاحقًا لطرد البرتغاليين في القرن السابع عشر.
إقرأ أيضا:من الأمثلة على متصفحات الويب الموجودة هي مايكروسوفت إيدج و جوجل كرومساهمت الكشوف الجغرافية أيضًا في إعادة رسم خريطة التأثير السياسي في المنطقة، حيث بدأت تظهر قوى أوروبية أخرى مثل الهولنديين والبريطانيين، مما زاد من الضغوط الاستعمارية على المشرق العربي.
يمكن القول إن محاصرة البرتغاليين للشواطئ العربية على بحر العرب كانت جزءًا من مشروع استعماري أوسع هدفه إضعاف المراكز الإسلامية التجارية وفتح الطريق أمام الهيمنة الاقتصادية الأوروبية، مستفيدين من التفوق الملاحي والأسلحة النارية البحرية التي لم تكن منتشرة حينها في الموانئ العربية.
إقرأ أيضا:تعد إدارة التغيير من أولويات رحلة التحول الرقميإذا تأملنا عمق هذا الحدث، سنجد أنه لم يكن مجرد تحرك عسكري بل تحوّل جذري في التوازن الجغرافي والاقتصادي في تلك المرحلة، وترك أثرًا طويل الأمد على العلاقات بين الشرق والغرب، حيث بدأ عصر الهيمنة الغربية على البحار، على حساب المراكز الإسلامية القديمة التي كانت لقرون تسيطر على التجارة البحرية بين آسيا وإفريقيا وأوروبا.