صواب، يجب على المسلم أن يوازن في حياته بين الدنيا والآخرة، لأن الإسلام دين يحقق التوازن بين العبادة والعمل، فلا يكون المسلم منشغلاً فقط بأمور الدين وينسى مسؤولياته في الحياة، ولا يغرق في ملذات الدنيا وينسى الغاية الكبرى من وجوده. الإنسان مكلّف بعبادة الله، ولكن هذه العبادة لا تعني ترك السعي والكدح في الرزق، بل هي تشمل أداء الواجبات تجاه الأسرة، والمجتمع، والسعي في التطوير الذاتي، مع المحافظة على الالتزام بالقيم والأخلاق.
الإسلام يحث على التخطيط والعمل لأجل النجاح في الدنيا، لكنه في الوقت نفسه يذكّر بأهمية الآخرة، فلا ينبغي للإنسان أن يغفل عن المحاسبة الذاتية ولا ينسى أن الحياة مؤقتة، والمصير النهائي هو البعث والجزاء.
كل شيء في الدنيا هو وسيلة لتحقيق الغاية الكبرى وهي رضا الله، لذا لا يمكن الانغماس في اللذات المحرّمة أو الانشغال المطلق بالثروات على حساب العبادة والطاعة.
الإنسان الذي يحقق هذا التوازن يكون أكثر استقراراً في حياته، فلا يصاب بـالقلق بسبب التفكير المفرط في المستقبل الدنيوي، ولا يشعر بالإحباط لأنه نسي حقائق ما بعد الموت.
فالإسلام جاء ليبني شخصية متكاملة، تحافظ على الاجتهاد في العمل، وتسعى نحو الإبداع والإنجاز، لكن في الوقت ذاته لا تغفل عن التقوى والخوف من الله.
لو انشغل الإنسان فقط بالماديات، فقد يفقد البركة في الرزق، ولو تفرغ فقط للعبادة وترك الكسب، فسيعاني من الفقر، والإسلام يرفض كلا النقيضين.
إقرأ أيضا:مصادر المياه العذبة كبيرة وغير محدودة صواب خطألذلك نجد أن التوجيه النبوي كان دائماً يدعو إلى الاعتدال، فقد كان الصحابة يعملون في التجارة والزراعة، لكنهم كانوا أيضاً يحافظون على الصلاة والذكر والعبادات الأخرى.
من يفهم هذا التوازن يدرك أن النجاح الحقيقي لا يكون فقط في تحقيق الأهداف الدنيوية، ولا يكون فقط في الزهد الكامل، بل يكون في الجمع بين الاثنين بحكمة. فالمسلم يمكنه أن يكون غنياً لكنه لا ينسى الزكاة، ويمكنه أن يكون قوياً لكنه لا يظلم، ويمكنه أن يسافر ويسعى في الرزق لكنه لا ينسى الصلاة.
إقرأ أيضا:أي العناصر تعد الأكثر في الجدول الدوريإذن، المسلم مطالب بأن يكون متوازناً في كل جوانب الحياة، لأن التطرف في أحد الجانبين يؤدي إلى الخسارة، سواء في الآخرة أو في الدنيا.