أخر خلفاء الدولة العباسية هو المستعصم بالله صواب خطأ

نهاية إمبراطورية: قصة المستعصم بالله وسقوط بغداد

تُعد نهاية الدولة العباسية واحدة من أكثر الأحداث مأساوية في التاريخ الإسلامي، حيث انهارت خلافة دامت لأكثر من خمسة قرون على يد الغزو المغولي. وفي قلب هذه الأحداث يقف الخليفة السابع والثلاثون والأخير، المستعصم بالله، الذي ارتبط اسمه بسقوط بغداد ونهاية عصر ذهبي.

من هو المستعصم بالله؟

هو أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله بن المستنصر بالله، وُلد عام 1213 م وتولى الخلافة عام 1242 م ليكون آخر الخلفاء العباسيين في بغداد. تصفه المصادر التاريخية بأنه كان شخصًا يميل إلى السلم واللهو، ويفتقر إلى الحزم والخبرة السياسية والعسكرية التي كانت مطلوبة في تلك الفترة الحرجة التي شهدت صعود قوة المغول التي لا تُقهر.

على الرغم من التحذيرات المتكررة من الخطر المغولي القادم، لم يتخذ المستعصم بالله الاستعدادات الكافية، بل قام بتقليص حجم الجيش توفيرًا للنفقات، معتمدًا على مكانة بغداد الروحية والدينية في ردع الأعداء، وهو ما ثبت لاحقًا أنه خطأ فادح.

الأحداث التي أدت إلى سقوط بغداد

كانت الإمبراطورية المغولية تحت قيادة هولاكو خان، حفيد جنكيز خان، قد بدأت بالتوسع غربًا، مدمرة كل ما في طريقها. وبعد قضائهم على طائفة الحشاشين في قلاع آلموت، وجه هولاكو أنظاره نحو عاصمة الخلافة، بغداد.

مأساة ما بعد السقوط

عند دخولهم المدينة، ارتكب المغول واحدة من أبشع المذابح في التاريخ. تم إحراق “بيت الحكمة”، أكبر مكتبة في العالم آنذاك، وأُلقيت ملايين الكتب والمخطوطات في نهر دجلة حتى قيل إن لون مياهه تحول إلى الأسود من حبر الكتب والأحمر من دماء العلماء. أما مصير الخليفة المستعصم بالله فكان مأساويًا؛ حيث تقول الروايات إنه لُفَّ في سجادة ودُهِسَ بالخيول حتى الموت، وذلك لتجنب سفك دمه الملكي مباشرة على الأرض، وهو ما كان المغول يتشاءمون منه.