السؤال: أذكر لقبين للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
الإجابة : الزهراء والبتول.
شرح الإجابة :
إن الألقاب التي تُطلق على الشخصيات العظيمة في التاريخ ليست مجرد أسماء، بل هي مفاتيح لفهم جوهر مكانتها وصفاتها الفريدة. وفي حالة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، فإن لقبي “الزهراء” و”البتول” يختزلان أبعادًا عميقة من شخصيتها ومقامها الرفيع، فهما ليسا مجرد وصفين عابرين، بل هما شهادتان تاريخيتان على تفردها.
فأما لقب “الزهراء”، فإنه يشير إلى النور والإشراق، وهو يعكس صفة كانت تلازمها، حيث يُروى أن وجهها كان يزهر نورًا، ليس فقط كجمالٍ حسي، بل كدلالة على إشراق روحها ونقاء سريرتها. هذا النور هو امتداد لـالنور المحمدي، فهي ابنة خاتم الأنبياء ووارثةٌ لضيائه، فكانت بحق شعلة من نور الرسالة المحمدية التي أضاءت ظلمات عصرها. وبالتالي، فإن لقب الزهراء لا يصف مظهرها فحسب، بل يصف دورها كمنارة هداية وبصيرة لمن حولها، فهي بضعة الرسول التي حملت إشراقه الروحي والفكري.
وعلى صعيد آخر، وبانتقالنا إلى بُعد أكثر روحانية وعمقًا، نجد لقب “البتول”. هذه الكلمة مشتقة من “التبتل”، أي الانقطاع والتفرغ للعبادة. وهذا اللقب يكشف عن حالة فريدة من الانقطاع عن مغريات الدنيا والتعلق الخالص بـالله سبحانه وتعالى. لم يكن تبتّلها انعزالًا عن الحياة، فقد كانت زوجة لـالإمام علي بن أبي طالب وأمًا لسيدي شباب أهل الجنة، ولكن قلبها كان منقطعًا إلى خالقه، متجردًا من الأهواء، ومتساميًا فوق كل ما هو مادي. إنها حالة روحانية رفيعة جعلتها متفردة بين نساء عصرها، بل وفي التاريخ الإسلامي بأسره، فهي سيدة نساء العالمين التي جسدت أسمى معاني الزهد واليقين والطهارة الروحية.
إقرأ أيضا:مشاركة الدول العربية والدولة العثمانية في الحرب العالمية الثانية