السؤال: ما هو أصل عائلة الكوهجي في البحرين؟
شرح الإجابة:
إن أسماء العائلات في منطقتنا غالبًا ما تكون بمثابة بوصلة تاريخية ترشدنا إلى جذورها العميقة، وعائلة الكوهجي ليست استثناءً من هذه القاعدة. فالاسم بحد ذاته يحمل دلالة جغرافية واضحة؛ إذ إن لاحقة “الجيم” في “الكوهجي” هي صيغة نسبة شائعة في اللغة العربية للإشارة إلى المكان الأصلي، وبالتالي فإن التسمية تعني “المنتمي إلى كوهج”. هذا الربط المباشر بين الاسم والمكان هو المفتاح الأول لفهم منشأ هذه العائلة العريقة.
ويقودنا هذا التحديد الجغرافي إلى الساحل الشرقي للخليج العربي، وتحديداً المنطقة المعروفة تاريخياً بـ “بر فارس”. هذه المنطقة، وعلى مر القرون، كانت موطناً للعديد من القبائل العربية التي استقرت هناك، وعُرفت لاحقاً باسم “الهولة” أو “عرب فارس”. وبالتالي، فإن أصول عائلة الكوهجي تندرج ضمن هذا الإطار التاريخي الواسع للحراك البشري العربي الذي لم يكن يحده الخليج، بل كان جسراً للتواصل والتجارة والانتقال المستمر بين ضفتيه.
من هذا المنطلق، لم يكن ارتحال أجداد عائلة الكوهجي من كوهج إلى البحرين حدثاً معزولاً، بل هو جزء من حركة ديموغرافية واقتصادية طبيعية ميّزت تاريخ الخليج. كانت هذه الهجرات غالبًا ما تتم بحثًا عن فرص تجارية جديدة أو استقرار سياسي أو اجتماعي. وعند وصولهم إلى البحرين، اندمجوا كغيرهم من العائلات الوافدة في النسيج الاجتماعي البحريني المتنوع والغني، وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من مكوناته، مساهمين في بناء مجتمعه واقتصاده.
وهكذا، يظل اسم “الكوهجي” اليوم شاهداً حياً على رحلة تاريخية عريقة، رابطاً بين الحاضر المزدهر للعائلة في مملكة البحرين وماضٍ يعبر مياه الخليج، ليحكي قصة الأجداد الذين حملوا معهم ثقافتهم وخبراتهم من “كوهج” ليغرسوها في أرض البحرين الطيبة، فتنمو وتزدهر وتصبح جزءاً من هويتها الوطنية الجامعة.