التكنولوجيا

أمثلة على براءة الاختراع غيرت العالم

منذ فجر التاريخ، سعى الإنسان إلى الابتكار والاختراع، وكانت براءات الاختراع هي الوسيلة القانونية لحماية هذه الابتكارات وضمان حقوق المخترعين.

براءات الاختراع ليست مجرد وثائق قانونية، بل هي شهادات تقدير للإبداع البشري، ومحفز للتطور التكنولوجي والتقدم الحضاري.

في هذه المقالة، نستعرض أمثلة على براءة الاختراع التي تركت بصمة لا تمحى على عالمنا، وغيرت مسار التاريخ، مع تسليط الضوء على تفاصيل كل براءة وأهميتها والتطورات التي انبثقت عنها.

1. الهاتف

قدم ألكسندر غراهام بيل طلب براءة الاختراع التاريخية Patent No.US174465A في 14 فبراير 1876، والتي وصفت طريقة لنقل الأصوات عبر الأسلاك باستخدام تيار كهربائي متغير.

استند اختراعه إلى مبدأ تحويل الذبذبات الصوتية إلى إشارات كهربائية عبر ميكروفون بدائي يحتوي على غشاء ومحلول كهرلي، ثم إعادة تحويلها إلى صوت في الطرف المستقبل. على الرغم من المنافسة الشرسة مع إليشا غراي، حسمت المحكمة الأمريكية النزاع لصالح بيل عام 1888.

لم يقتصر تأثير الهاتف على تحسين الاتصالات، بل أسس بنية تحتية عالمية بدأت بشركة “بيل تليفون” التي تطورت لاحقًا إلى AT&T. كما دعمت اختراعات لاحقة مثل المبادل التليفوني الآلي (1891) والهاتف اللاسلكي (1965).

ومع دخول القرن الحادي والعشرين، تطور الهاتف من جهاز بسيط إلى الهواتف الذكية الحديثة، التي تعتمد على تقنيات مثل الاتصالات الخلوية.

إقرأ أيضا:مواصفات ايباد ميني 7 (iPad Mini 7) وموعد صدوره: كل ما تحتاج لمعرفته

2. المصباح الكهربائي

في 4 نوفمبر 1879، حصل توماس إديسون على براءة الاختراع US223898A بعد أن اختبر أكثر من 6000 مادة لصنع فتيل متين، ليستقر في النهاية على ألياف الخيزران المتفحمة، التي استمرت مضيئة لمدة 1200 ساعة.

اعتمد المصباح على خلية زجاجية مفرغة من الهواء لحماية الفتيل من الاحتراق السريع، وكان جزءًا من نظام إديسون لتوزيع الكهرباء، الذي بدأ تشغيله مع أول محطة توليد للطاقة في نيويورك عام 1882.

ورغم المنافسة مع جوزيف سوان، تمكن إديسون من تطوير مصابيح التنجستين الأكثر كفاءة في ثمانينيات القرن التاسع عشر.

وبحلول عام 1925، كانت 80% من المنازل الأمريكية تستخدم الإضاءة الكهربائية، مدعومة ببراءات اختراع لاحقة مثل التحكم في شدة الإضاءة (US1025932A).

3. الطائرة

في 22 مايو 1906، سجل الأخوان رايت براءة الاختراع US821393A، بعد ثلاث سنوات من أول رحلة ناجحة لهما في كيتي هوك. تميز اختراعهما بثلاثة عناصر رئيسية:

  1. جناح ذو شكل انسيابي لزيادة الرفع.
  2. نظام التواء الأجنحة للتحكم في الاتجاه.
  3. محرك خفيف الوزن بنظام تبريد مبتكر.

رغم أن الرحلة الأولى استمرت 12 ثانية فقط، فإن هذا الابتكار حسم الجدل حول إمكانية الطيران الآلي. ورغم النزاعات القانونية مع غلاين كيرتس، أيدت المحكمة العليا الأمريكية براءة الأخوين عام 1914، مما مهد الطريق لاختراعات لاحقة مثل محركات التوربين النفاثة (US2168726A)، ليصبح الطيران اليوم صناعة عالمية تقدر قيمتها بـ 800 مليار دولار سنويًا.

إقرأ أيضا:تكنولوجيا جديدة لمراقبة شاحنات الارتفاع الزائد في نيو ساوث ويلز

4. الفونوغراف

حصل توماس إديسون على براءة الاختراع US227679A في 19 فبراير 1878 لوصف أول جهاز يمكنه تسجيل الأصوات وإعادة تشغيلها. اعتمد الاختراع على إبرة متصلة بغشاء تهتز على أسطوانة مغطاة بالقصدير، ما سمح بتسجيل الأصوات لمدة تصل إلى 3 دقائق.

في عام 1887، طور إميل برلينر تقنية الأسطوانات المسطحة جرامافون (US372786A)، مما أدى إلى ظهور تسجيلات أكثر كفاءة، تبعتها تقنية التسجيل الكهربائي عام 1901. واليوم، تستند تقنيات الصوت الرقمي إلى مبادئ إديسون الأولية، مع ابتكارات مثل ضغط البيانات الصوتية (U.S. Patent No. 10,000,000).

5. التلغراف

قدم صموئيل مورس براءة الاختراع US1647A في 20 يونيو 1840 لنظام يستخدم نبضات كهربائية قصيرة وطويلة (النقاط والشرطات) لإرسال الرسائل. اعتمد الاختراع على كهرومغناطيس لتسجيل الإشارات على شريط ورقي متحرك، مما سمح بإرسال الرسائل لمسافات طويلة بسرعة غير مسبوقة.

بحلول عام 1866، تم مد أول كابل تلغرافي عابر للأطلسي، ليقلل زمن إرسال الرسائل بين القارات من أسابيع إلى 17 ساعة. لاحقًا، أدت التطورات في التلغراف الطباعي (1855) إلى رفع سرعة الإرسال إلى 40 كلمة/دقيقة، مهدت الطريق لظهور تقنيات الاتصالات الحديثة.

6. المحرك البخاري

حصل جيمس وات على براءة UK Patent No. 913 في 5 يناير 1769 بعد تطوير محرك بخاري بكفاءة محسنة بفضل غرفة تكثيف منفصلة، ما أدى إلى تقليل استهلاك الوقود بنسبة 75%.

إقرأ أيضا:كيف تفتح ملف غير معروف؟

أدت هذه الثورة التقنية إلى تحولات جذرية في الصناعة والنقل، فبحلول عام 1900، كانت المحركات البخارية تولد 90% من الطاقة الصناعية العالمية، مما مهد الطريق لابتكارات مثل توربينات البخار.

7. السيارة

حصل كارل بنز على البراءة الألمانية DRP No. 37435 في 29 يناير 1886 لأول تصميم عملي لسيارة بمحرك احتراق داخلي، بقوة 0.75 حصان وسرعة قصوى 16 كم/ساعة. وفي 1888، قامت زوجته بيرثا بنز بأول رحلة طويلة بالسيارة، لمسافة 106 كم، لتثبت عمليتها.

لاحقًا، أدى ابتكار هنري فورد لخط التجميع (US1005186A عام 1913) إلى خفض تكاليف الإنتاج بنسبة 60%، مما جعل السيارات في متناول العامة. واليوم، تتطور السيارات بسرعة مذهلة، مع ابتكارات مثل القيادة الذاتية ومحركات الهيدروجين.

ختاما

براءات الاختراع التي استعرضناها في هذه المقالة ليست سوى أمثلة قليلة من بين آلاف البراءات التي غيرت عالمنا. كل براءة اختراع تمثل قصة إبداع بشري، وجهداً مضنياً، ورؤية مستقبلية.

السابق
موضوع عن أهمية الاختراع في حياتنا
التالي
براءة الاختراع هي نوع خاص من الذي يحمي المخترعات

اترك تعليقاً