السؤال: أوصى النبي صلى الله عليه وآله الإمام علي عليه السلام عند احتضاره بأمر فما هو؟
- الإجابة: الأمر الذي أوصى به النبي الكريم صلى الله عليه وآله في لحظاته الأخيرة، كان وصية جامعة تمحورت حول حفظ ورعاية ابنته السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.
شرح الإجابة:
في خضم تلك الساعات الأخيرة من حياة نبي الرحمة، وعندما كانت أنفاسه الشريفة تحمل وصايا الوداع، لم تكن توصيته للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام مجرد مسألة عائلية أو عاطفة أبوية، بل كانت في جوهرها تسليماً لأثمن أمانة ورمزية بالغة العمق. لقد كانت السيدة فاطمة، بضعة النبي وروحه التي بين جنبيه، تمثل امتداد النبوة الطاهر، وحاملة إرثه النوراني. ومن ثم، فإن الوصية بحفظها لم تكن تعني فقط توفير الحماية الجسدية، بل كانت تعني صون مكانتها الرفيعة وحماية النموذج الأنقى الذي جسدته في الإيمان والصبر والطهارة. إنها وصية بحفظ قلب الرسالة المحمدية النابض.
ومن هنا، يتجلى لنا أن اختيار الإمام علي عليه السلام لهذه المهمة الجليلة لم يكن اعتباطياً. فهو لم يكن مجرد زوج، بل كان باب مدينة علم النبي، ووعاء حكمته، وأخاه الذي لازمه منذ الصغر. لقد كان النبي يرى فيه الشخصية الوحيدة القادرة على فهم أبعاد هذه الأمانة المقدسة والنهوض بأعبائها الثقيلة. فالقيام على شؤون سيدة نساء العالمين في الأيام الصعبة التي ستعقب رحيل النبي، كان يتطلب جبلاً من الصبر، وبحراً من الحكمة، وقوة لا تلين في الحق، وهي صفات اجتمعت وتجلت في شخصية الإمام علي. فكانت هذه الوصية بمثابة ختم الثقة المطلقة في قدرته على حماية هذا الإرث النبوي العظيم.
إقرأ أيضا:يمكن إنشاء صفحات فرعية داخل كل قسم معين في دفتر الملاحظات ون نوتوهكذا، فإن هذه الوصية تتجاوز حدودها الشخصية لتلامس عمق التاريخ الإسلامي ومستقبله. فالحفاظ على فاطمة الزهراء كان يعني استمرار خط النبوة الطاهر من خلال نسلها المبارك، وفي الوقت نفسه، كان يمثل تكليفاً للإمام علي بحماية جوهر الدين وقيمه السامية التي تمثلت في ابنته. وبهذا الفعل، وضع النبي صلى الله عليه وآله بين يدي وصيه وخليفته مسؤولية تاريخية كبرى، رابطاً بين رعاية شخصها الكريم وبين الحفاظ على نقاء الدعوة وصفاء منبعها في مواجهة تقلبات الزمن وتحدياته القادمة.
إقرأ أيضا:كيف يمكنك معرفة ان القوتين بين سلكين متوازيين يمر فيهما تياران ناتجان عن الجذب المغناطيسي بينهما وليستا ناتجتين عن الكهرباء السكونية