السؤال: من هي أول سفيرة للمملكة … وتعد رائدة في مجال مشاركة المرأة ومن أبرز الشخصيات الرياضية السعودية … إلى جانب إسهاماتها وأعمالها لها جهود خيرية كثيرة؟
- الإجابة: الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود.
شرح الإجابة:
إن الشخصية التي يدور حولها هذا التساؤل هي الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، وهي شخصية متعددة الأبعاد تركت بصمات فارقة في مسارات عدة. ففي ميدان الدبلوماسية، صنعت تحولًا تاريخيًا بتعيينها كأول امرأة تشغل منصب سفير في تاريخ المملكة العربية السعودية، ممثلةً لبلادها لدى الولايات المتحدة الأمريكية. هذا التعيين لم يكن مجرد منصب، بل شكل علامة جوهرية على مرحلة جديدة من الانفتاح وتمكين الكفاءات الوطنية بغض النظر عن جنسها، مما منح الدبلوماسية السعودية وجهًا معاصرًا يعكس تحولات رؤية 2030.
وانطلاقًا من هذا الدور المحوري، نجد أن مسيرتها المهنية كانت تمهيدًا لهذا الإنجاز. فعلى صعيد الرياضة، كانت الأميرة ريما شخصية سبّاقة ورائدة، حيث تولت قيادة الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، وعملت بجد على توسيع قاعدة المشاركة الرياضية لتشمل كافة فئات المجتمع، مع تركيز خاص على إدماج المرأة في النشاط البدني والرياضي. جهودها لم تكن تهدف إلى مجرد تحقيق أرقام، بل إلى تغيير ثقافة مجتمعية كاملة، وهو ما أسهم في تعزيز الصحة العامة وتفعيل دور المرأة كشريك أساسي في التنمية.
ولا يقتصر تأثيرها على هذين المضمارين فحسب، بل يمتد ليشمل عالم ريادة الأعمال والقطاع الخاص، حيث أظهرت فطنة تجارية وقدرة على إدارة المشاريع الكبرى بنجاح. هذه الخبرة العملية منحتها فهمًا عميقًا لآليات الاقتصاد وديناميكيات السوق، وهي معرفة وظفتها لاحقًا في مبادراتها المختلفة، سواء كانت رياضية أم اجتماعية، مما أكسبها رؤية شاملة تتجاوز الإدارة التقليدية.
وهنا يتجلى بُعد آخر في شخصيتها، وهو الجانب الإنساني والخيري. فالأميرة ريما تُعرف بإسهاماتها البارزة في العمل غير الربحي، ولعل أبرز مبادراتها هي حملات التوعية بسرطان الثدي من خلال مشاركتها الفاعلة في جمعية زهرة. لقد نجحت في تحويل قضية صحية إلى حركة مجتمعية واسعة، مستخدمةً نفوذها وقدراتها التنظيمية لإنقاذ الأرواح ونشر الوعي، مما يبرهن على أن تأثيرها يتجاوز المناصب الرسمية ليلامس حياة الناس بشكل مباشر.
في المحصلة، فإننا أمام شخصية استثنائية استطاعت أن تجمع بين الدبلوماسية الرفيعة، والقيادة الرياضية، والفطنة التجارية، والمسؤولية الاجتماعية. مسيرتها المهنية تمثل قصة نجاح ملهمة، وتجسيدًا حيًا للطموح الذي تتسم به المملكة في حاضرها ومستقبلها، مما يجعلها بحق إجابة نموذجية عن سؤال يبحث عن ريادة المرأة وتعدد إسهاماتها.