مناهج المملكة العربية السعودية

أين دفنت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

السؤال: أين دفنت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام؟

  • الإجابة: في المدينة المنورة.
  • شرح الإجابة:

    إن تحديد الموقع الدقيق لمرقد السيدة فاطمة الزهراء، بضعة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، يُعد من المسائل التي أحاطتها هالة من الإجلال والخصوصية عبر التاريخ الإسلامي. فبينما يُجمع المؤرخون قاطبةً على أن مثواها الأخير هو في المدينة المنورة، فإن الموضع المحدد لقبرها الشريف ظل مجهولاً عن العيان، وهذا الأمر لم يكن مصادفة، بل هو تحقيق لوصيتها التي أوصت بها قبل وفاتها، بأن تُدفن ليلاً وسراً، فلا يشهد جنازتها إلا الخاصة من أهل بيتها وأصحابها، وهي غاية أرادت من ورائها التعبير عن موقفها من الأحداث التي أعقبت وفاة والدها. ومن هنا، تتشعب الروايات التاريخية في تحديد المكان المحتمل الذي احتضن جسدها الطاهر، وتتبلور في ثلاثة احتمالات رئيسية لكل منها وجاهته وسنده.

    ينطلق الاحتمال الأول، وهو من أقوى الروايات وأكثرها تداولاً، من أن السيدة الزهراء دُفنت في حجرتها الخاصة، أي في بيتها الملاصق للمسجد النبوي الشريف. هذا المكان الذي شهد حياتها وعبادتها وأحزانها، اختارته ليكون مستقرها الأبدي. ومع مرور الزمن، وخلال عمليات توسعة المسجد النبوي في العصور اللاحقة، أُدخل هذا البيت ضمن مساحة المسجد، فأصبح موضع القبر المحتمل جزءاً لا يتجزأ من الحرم النبوي، بالقرب من مرقد أبيها سيد الخلق. وعليه، فإن الزائر للمسجد النبوي اليوم قد يمر فوق البقعة التي تضم الرفات الشريف دون أن يعلم مكانها على وجه التحديد، مما يحفظ للوصية حرمتها وللمكان قدسيته.

    وعلى صعيد آخر، يذهب فريق من المؤرخين إلى طرح احتمال ثانٍ لا يقل أهمية، وهو أن الدفن قد تم في بقيع الغرقد. والبقيع هي المقبرة الرئيسية لأهل المدينة منذ فجر الإسلام، والتي احتضنت أجساد الآلاف من الصحابة وأهل البيت والتابعين. يستند أصحاب هذا الرأي إلى أن البقيع هو المقصد الطبيعي لدفن موتى المسلمين في المدينة، وأن دفنها هناك إلى جوار كبار الشخصيات من أسرتها، مثل ابنها الإمام الحسن السبط وأئمة آخرين، هو أمر منطقي. غير أن إخفاء القبر وتسويته بالأرض، تنفيذاً للوصية، حال دون معرفة موضعه الدقيق بين القبور الكثيرة التي تزخر بها أرض البقيع.

    أما الاحتمال الثالث، فينتقل بنا إلى بقعة هي من أقدس بقاع المسجد النبوي، وهي الروضة الشريفة الواقعة بين قبر النبي ومنبره. يستأنس أنصار هذا القول بالحديث النبوي الشهير “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة”، ويرون أن دفن السيدة فاطمة في هذا الموضع المبارك هو تكريم إلهي وتشريف لها، لتكون في قلب روضة من رياض الجنة في الدنيا قبل الآخرة. هذا الرأي يربط مكانتها الرفيعة بأكثر الأماكن بركةً في المسجد، ويجعل من سرية القبر حكمةً إلهية لصون هذه البقعة من أي شيء قد يخل بقدسيتها. وهكذا، يبقى السر مكتوماً، وتبقى الاحتمالات قائمة، ليظل ذكر السيدة الزهراء ومكانتها حياً في قلوب المسلمين، يتجاوز حدود معرفة مكان مادي إلى استحضار سيرة عطرة وموقف خالد.

    السابق
    أراد نايف شراء غسالة سعرها الأصلي 2350 ريالا فإذا كانت الأدوات الكهربائية معروضة بخصم نسبته 30% وعلى الغسالات تنزيلات إضافية بنسبة 20% من قيمتها بعد الخصم، فما سعر البيع النهائي لهذه الغسالة
    التالي
    الصحاف وش يرجعون

    اترك تعليقاً