المورد الطبيعي الذي يُشكل المادة الخام الأساسية ويصنع منه كلاً من اللدائن (البلاستيك)، والدهانات (الأصباغ)، وأنواع متعددة من الوقود هو النفط.
يُعتبر النفط الخام خليطاً معقداً من الهيدروكربونات المتنوعة، والتي يمكن فصلها ومعالجتها لإنتاج طيف واسع من المنتجات ذات القيمة العالية.
تتم عملية تحويل النفط إلى هذه المنتجات المتنوعة داخل مصافي التكرير عبر عمليات رئيسية مثل التقطير التجزيئي والتكسير. يفصل التقطير التجزيئي المكونات المختلفة للنفط بناءً على درجات غليانها المتباينة، منتجاً أجزاءً مثل البنزين والكيروسين والديزل وزيت الوقود الثقيل. بينما تُستخدم عمليات التكسير لتحويل الهيدروكربونات الثقيلة ذات السلاسل الطويلة إلى جزيئات أخف وأكثر فائدة.
تُعد البتروكيماويات، وهي المواد الكيميائية المشتقة من النفط أو الغاز الطبيعي، حجر الزاوية في صناعة البلاستيك والدهانات. يتم تحويل أجزاء معينة من النفط، مثل النافثا، إلى مواد أولية أساسية كـالإيثيلين والبروبيلين.
تخضع هذه المواد لعمليات البلمرة لإنتاج البوليمرات المختلفة التي تشكل أساس جميع أنواع اللدائن المستخدمة في التعبئة والتغليف، وصناعة السيارات، والأجهزة الإلكترونية، والمنسوجات الصناعية.
إقرأ أيضا:يتم تنفيذ أكثر من عملية في نفس الوقت داخل المعالجفيما يخص صناعة الدهانات، توفر مشتقات النفط المكونات الحيوية مثل المذيبات التي تساعد على إذابة المكونات الأخرى وتسهيل عملية الطلاء، والراتنجات (مواد رابطة) التي تُشكل طبقة الطلاء المتماسكة بعد الجفاف، بالإضافة إلى مساهمتها في إنتاج بعض الأصباغ والمواد المضافة التي تُحسن خصائص الطلاء مثل اللمعان والمقاومة.
أما الوقود، فيمثل الاستخدام الأكثر شيوعاً لمشتقات النفط، بدءاً من وقود الطائرات (الكيروسين)، مروراً بـالبنزين والديزل للمركبات، ووصولاً إلى زيوت التشحيم وزيت الوقود المستخدم في التدفئة وتوليد الكهرباء.
إقرأ أيضا:إلقاء السلام كاملاً على المارة من المسلمين من عرفت منهم ومن لم تعرفبينما يُستخدم الفحم الحجري بشكل أساسي في توليد الطاقة وصناعة الصلب، ويُوظف الغاز الطبيعي للتدفئة وتوليد الكهرباء وكمادة خام لبعض الصناعات الكيميائية، يبقى النفط هو المصدر الأكثر شمولية وتنوعاً لإنتاج هذه المجموعة المتكاملة من المنتجات الحيوية.