أقسام المقالة
حل سؤال: إتيان السحرة للإنكار عليهم جائز، و من أعظم الطاعات وأجل القربات.
- الاجابة على السؤال هي: خطأ، لا يجوز إتيانهم إلا للضرورة القصوى وبشروط.
شرح الإجابة :
بداية، يجب أن ندرك خطورة السحر والشعوذة في ديننا الإسلامي. إنه يمثل اعتداءً على حق الله في العلم بالغيب، وفتحًا لباب الشرور التي قد تؤدي إلى إيذاء الآخرين، بل وإهلاكهم. لذلك، فإن التعامل مع هذه الأمور يجب أن يكون بحذر شديد وتقوى لله.
ولأن الأمر بهذه الأهمية، لا يمكن التساهل في مسألة زيارة السحرة أو المشعوذين، حتى لو كان الهدف هو الإنكار عليهم. القاعدة الأساسية في الشريعة الإسلامية هي درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. بمعنى، أن نتجنب الوقوع في الشر أو الضرر، حتى لو كان ذلك بهدف تحقيق الخير.
إذًا، لماذا لا يجوز الذهاب إلى السحرة بهدف الإنكار عليهم؟ السبب يكمن في المخاطر الكبيرة التي قد تنجم عن ذلك. أولًا، قد يتعرض الشخص للفتنة والوقوع في الشبهات. السحرة والمشعوذون غالبًا ما يستخدمون أساليب ملتوية لخداع الناس والتأثير عليهم. قد يزينون الباطل ويقدمونه بصورة جذابة، مما قد يوقع الشخص في حيرة واضطراب.
علاوة على ذلك، قد يتعرض الشخص للأذى من قبل السحرة أنفسهم. هم عادة ما يكونون مرتبطين بقوى خفية، وقد يسعون للانتقام ممن يحاول فضحهم أو مواجهتهم. هذا الأذى قد يكون جسديًا أو نفسيًا، وقد يمتد ليشمل الأهل والأقارب.
إقرأ أيضا:أعظم عمل أنجز في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه هووبناء على ذلك، فإن الذهاب إلى السحرة بهدف الإنكار عليهم قد يؤدي إلى مفسدة أكبر من المصلحة المرجوة. فالمصلحة هنا هي إنكار المنكر، ولكن المفسدة هي التعرض للفتنة والأذى. والقاعدة الشرعية تقضي بتجنب المفسدة الكبرى ولو أدى ذلك إلى تفويت مصلحة صغرى.
ولكن، ماذا لو كانت هناك ضرورة قصوى لزيارة الساحر؟ هنا، قد يجوز ذلك بشروط وضوابط محددة. الضرورة القصوى تعني أن لا توجد وسيلة أخرى لإزالة الضرر أو تحقيق المصلحة إلا بالذهاب إلى الساحر. مثلًا، إذا تعرض شخص لسحر شديد أثر على حياته بشكل كبير، ولم يتمكن من التخلص منه بالطرق الشرعية المعروفة، فقد يجوز له الذهاب إلى ساحر آخر لفك السحر.
ومع ذلك، يجب أن يكون الذهاب إلى الساحر مقيدًا بشروط صارمة. أولًا، يجب أن يكون الهدف هو إزالة الضرر فقط، وليس طلب السحر أو تعلمه. ثانيًا، يجب أن يكون الساحر الذي سيتم الذهاب إليه معروفًا بتوبته ورجوعه إلى الله، وأنه يستخدم الرقية الشرعية والأدعية المباحة في فك السحر. ثالثًا، يجب أن يكون الذهاب إلى الساحر بإذن من ولي الأمر أو من يقوم مقامه، وذلك لضمان عدم حدوث أي تجاوزات أو مخالفات شرعية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون الشخص الذي سيذهب إلى الساحر متمكنًا من العلم الشرعي، وقادرًا على التمييز بين الحق والباطل. يجب أن يكون لديه علم بأساليب السحرة والمشعوذين، حتى لا ينخدع بهم أو يقع في شراكهم.
إقرأ أيضا:حل المعادلة -٢١ = ٧ – ٤ص ثم تحقق من صحة الحلفي الختام، يمكن القول أن إتيان السحرة للإنكار عليهم ليس جائزًا بشكل مطلق، بل هو ممنوع إلا للضرورة القصوى وبشروط محددة. يجب علينا أن نتقي الله في أنفسنا وأهلينا، وأن نحذر من السحر والشعوذة، وأن نلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والذكر، فهو القادر على كل شيء. وعلينا أن نسعى لنشر الوعي بين الناس حول خطورة هذه الأمور، وأن نحذرهم من الوقوع فيها. وعلينا كذلك أن ندعم جهود الدولة في مكافحة السحر والشعوذة، وأن نتعاون مع الجهات المختصة في الإبلاغ عن أي مخالفات أو تجاوزات.
أسئلة شائعة:
هل يجوز الذهاب إلى المشعوذ بهدف كشف كذبه؟
لا يجوز ذلك لما فيه من تعريض النفس للفتنة، كما أن كشف كذبه لا يستلزم الذهاب إليه، فالأصل في المشعوذين الكذب والدجل، وهذا معلوم.
ما هي أفضل الطرق للوقاية من السحر؟
أفضل الطرق هي الإكثار من ذكر الله، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة القرآن الكريم، والإخلاص في التوحيد والبعد عن الشرك، والتحلي بالتقوى والاستقامة.
إقرأ أيضا:مجموعة من الحقائق كالكلمات والأرقام والقياسات أو حتى وصف الأشياء التي لم يتم تحليلها أو معالجتهاماذا أفعل إذا شككت في أنني مسحور؟
عليك باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع، والرقية الشرعية بالقرآن والأدعية المأثورة، والبحث عن راقٍ شرعي ثقة لعلاجك بالطرق الشرعية.
هل كل من يدعي القدرة على العلاج بالقرآن هو راق شرعي؟
ليس بالضرورة. يجب التحقق من الراقي والتأكد من استقامته وعلمه الشرعي، وأنه لا يستخدم طرقًا مخالفة للشريعة في العلاج، مثل استخدام التمائم أو التعاويذ الشركية.
ما هي مسؤولية الدولة في مكافحة السحر والشعوذة؟
مسؤولية الدولة هي حماية المجتمع من شرور السحر والشعوذة، وذلك عن طريق سن القوانين التي تجرم هذه الأفعال، وملاحقة السحرة والمشعوذين وتقديمهم للعدالة، وتوعية الناس بمخاطر هذه الأمور.