السؤال: إحدى خيول المؤسس -رحمه الله-.. اهداها إلى الملك جورج السادس عام 1937م عند تتويجه ملكاً للمملكة المتحدة.. فما اسمها؟
- الإجابة: طرفة.
شرح الإجابة:
في سجلات التاريخ الدبلوماسي، تُحفظ بعض الأحداث ليس لقيمتها السياسية فحسب، بل لعمقها الرمزي والثقافي. ومن هذا المنطلق، يأتي الحديث عن الفرس الأصيلة “طرفة”، التي لم تكن مجرد هدية عابرة، بل كانت سفيراً صامتاً يحمل رسالة تقدير واحترام من قلب صحراء شبه الجزيرة العربية إلى عرش الإمبراطورية البريطانية.
إن إهداء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- لهذه الجوهرة من الخيول العربية الأصيلة إلى الملك جورج السادس، بمناسبة تتويجه في لندن عام 1937م، يمثل فصلاً فريداً في العلاقات الدولية. فاختيار فرس من سلالة عريقة ونادرة من الإسطبلات الملكية السعودية لم يكن قراراً عشوائياً؛ فالخيل في الثقافة العربية ليست مجرد مطية، بل هي رمز للأصالة والشهامة والفروسية، وتقديمها كعطية ملكية هو أسمى تعبير عن الصداقة والاعتزاز بالطرف الآخر.
وهنا تكمن القيمة الحقيقية لهذا الحدث؛ حيث جسدت “طرفة” جسراً للتواصل الحضاري بين مملكتين عريقتين. لقد أرسل الملك المؤسس، بفطنته وحكمته المعهودة، رسالة مفادها أن العلاقات بين الدول لا تُبنى فقط على المعاهدات والمصالح، بل تتأسس أيضاً على الاحترام المتبادل والروابط الإنسانية الرفيعة. كانت تلك اللفتة الكريمة بمثابة إعلان عن بزوغ فجر جديد للمملكة العربية السعودية على الساحة العالمية، دولة تعتز بتراثها وتقدمه بكل فخر للعالم.
إقرأ أيضا:نمو الإنسان يتأثر بعاملين مهمين في حياته، هما الانتباه والتذكر . صواب خطأوبذلك، لم تعد “طرفة” مجرد اسم لفرس، بل تحولت إلى رمز تاريخي خالد يروي قصة لقاء بين قائدين عظيمين، ويسجل بداية مرحلة متينة من الصداقة والتعاون بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، علاقة نُسجت خيوطها الأولى بخطوات تلك الفرس العربية الأصيلة على الأراضي البريطانية.