السؤال: إذا علمت أن الزرافة أطول من الجمل ب 3.5 م، فكيف تحسب طول الجمل؟
الإجابة: لا يمكن حساب طول الجمل المحدد بالاعتماد على هذه المعلومة وحدها، لأن المعطيات المقدمة غير مكتملة.
شرح الإجابة:
إن هذه المسألة، على بساطتها الظاهرية، تفتح الباب أمام مبدأ جوهري في المنطق الرياضي وهو “كفاية المعطيات”. فالمعلومة المتوفرة لدينا لا تقدم سوى علاقة نسبية بين كائنين، حيث تحدد الفرق الثابت في الطول بينهما، لكنها لا تمنحنا أي نقطة بداية أو قيمة مرجعية ثابتة يمكن الانطلاق منها. وبدون هذه النقطة، يظل طول كل من الزرافة والجمل متغيراً مجهولاً، مما يجعل الوصول إلى إجابة رقمية دقيقة أمراً مستحيلاً.
ينقلنا هذا مباشرةً إلى طبيعة العلاقة بين الكائنين، والتي يمكن صياغتها في معادلة رياضية بسيطة: (طول الزرافة = طول الجمل + 3.5 أمتار). هذه المعادلة توضح أن طول الجمل يعتمد كلياً على طول الزرافة، فكلما تغير طول الزرافة، تغير طول الجمل بنفس المقدار للحفاظ على الفارق ثابتاً. وبالتالي، فإن معرفة طول الجمل العربي (ذي السنام الواحد) أو الجمل ذي السنامين (البكتيري) مرهونة بمعرفة ارتفاع الزرافة أولاً.
وهنا يكمن جوهر الإشكالية؛ نحن بحاجة إلى معلومة إضافية، وهي القيمة العددية لطول الزرافة. هذه المعلومة ستكون بمثابة المرساة التي تثبّت المعادلة بأكملها وتسمح بحلها. فلو علمت، على سبيل المثال، أن ارتفاع الزرافة الشبكية يبلغ 5.5 أمتار، عندها فقط تصبح العملية الحسابية ممكنة ومباشرة، حيث إننا نمتلك الآن كل البيانات الأساسية اللازمة للحل.
إقرأ أيضا:ضغط الفيديو يؤدي إلى فقدان بعض من جودة الفيديو.لتتضح الصورة أكثر، دعنا نفترض أننا حصلنا على هذه المعلومة المفقودة وأن قامة الزرافة هي 5.5 أمتار. في هذه الحالة، تتحول المسألة من لغز منطقي إلى عملية حسابية بسيطة. نقوم حينها بتطبيق عملية الطرح بشكل مباشر: (5.5 أمتار “طول الزرافة” – 3.5 أمتار “الفرق في الطول” = 2 متر). إذن، في هذا السيناريو الافتراضي، سيكون ارتفاع الجمل عند كتفه مترين، وهو تقدير قريب من الواقع التشريحي لهذا الكائن الصحراوي.
والخلاصة التي نستقيها من هذه المسألة تتجاوز علم الحيوان والقياسات البيولوجية؛ إنها درس عميق في التفكير النقدي وتحليل المشكلات. تعلمنا أن الخطوة الأولى قبل الشروع في أي حل هي تقييم المعطيات المتاحة والتأكد من اكتمالها. هذا المبدأ أساسي ليس فقط في الرياضيات، بل يمتد ليشمل مجالات واسعة مثل علم الحاسوب واتخاذ القرارات اليومية، حيث إن جودة النتائج تعتمد دائماً وأبداً على جودة المدخلات.
إقرأ أيضا:ماذا يقصد بقانون المنطقه الاقتصاديه الحصريه