السؤال: إذا نحر الوكيل ولم يقل شيئا فهل يجزىء هذا
شرح الإجابة:
إن العبرة في مسائل العبادات، ومن ضمنها الأضحية أو الهدي، تكمن في النية التي تسبق الفعل. فالنية هي المحرك الأساسي وصمام الأمان الذي يوجه القُربة إلى وجهتها الصحيحة، ومحلها القلب لا اللسان بالضرورة. وانطلاقًا من هذا المبدأ الجوهري، فإن علاقة الموكل بمن وكّله في ذبح أضحيته هي علاقة تكليف وأمر، حيث تنتقل صلاحية تنفيذ الفعل المادي، وهو إراقة الدم، إلى النائب، بينما تظل النية ثابتة وراسخة في قلب صاحب الأضحية نفسه.
وعليه، فإن جوهر المسألة لا يتعلق بما قاله الوكيل أو سكت عنه عند تنفيذ الذبح، بل بما استقر في نية الموكِّل الذي دفع المال وكلّف غيره بهذه الشعيرة. فالوكيل هنا ليس إلا يداً تنفيذية، فهو بمثابة أداة لتحقيق مراد صاحب القربان. فإذا قام هذا النائب بإتمام عملية النحر أو الذبح محققًا شروطها الأساسية، كالتسمية عند الذبح، فإن هذا الفعل يقع صحيحًا ومجزئًا عن الموكِّل، حتى وإن لم يتلفظ الوكيل باسمه صراحةً، لأن التوكيل بحد ذاته هو قرينة قوية وحاسمة على أن هذه النسيكة مخصصة لذلك الشخص تحديدًا.