إجابة سؤال: ابن المقفع من أشهر وأبرز من احتكم إلى السجع وبعض فنون البديع في العصر العباسي صواب خطأ
- الجواب: خطأ.
شرح الإجابة:
القول بأن ابن المقفع كان من أبرز من اشتهروا باستخدام السجع وفنون البديع بشكل كبير في العصر العباسي لا يعكس حقيقة أسلوبه الأدبي بدقة. عبد الله بن المقفع يعد رائدا من رواد النثر العربي في بدايات الدولة العباسية، لكن شهرته الواسعة ومكانته العالية في الأدب ترتكزان بشكل أساسي على قوة أفكاره ووضوح أسلوبه وسلاسة لغته التي تميل إلى الإيجاز والدقة في التعبير، وهو ما يعرف بأسلوب السهل الممتنع.
يتجلى هذا بوضوح في ترجمته الشهيرة لكتاب كليلة ودمنة من اللغة الفهلوية، وفي رسائله وكتبه الأخرى مثل الأدب الكبير والأدب الصغير، حيث كان اهتمامه منصبا على نقل الحكمة والأفكار العميقة بلغة مفهومة مؤثرة بعيدا عن التكلف أو الإفراط في استخدام المحسنات اللفظية.
صحيح أن نثره قد لا يخلو تماما من بعض سمات السجع أو بعض أنواع البديع البسيطة التي تأتي بشكل طبيعي غير مقصود لذاته، إلا أن هذا لم يكن منهجا متعمدا أو سمة غالبة على كتاباته كما هو الحال عند أدباء آخرين جاءوا بعده في العصر العباسي واشتهروا بولعهم بالزخرفة اللفظية وفنون الصنعة البديعية.
إقرأ أيضا:الطباعة مثل الرسم والزخرفة والكتابه كانت بدايتها منذ اقدم العصور صواب خطأيعتبر ابن المقفع مؤسسا لأسلوب نثري يركز على المعنى والفائدة أكثر من تركيزه على اللفظ وزخرفته، مما جعله مؤثرا كبيرا في تطور الكتابة النثرية العربية وليس مثالا بارزا للمبالغة في استخدام السجع والبديع.