مناهج المملكة العربية السعودية

اذكر بعض الطرائق التي يمكن للبركان أن يكون بها مدمرًا للإنسان، والبيئة.

إجابة سؤال: اذكر بعض الطرائق التي يمكن للبركان أن يكون بها مدمرًا للإنسان، والبيئة.

  • الجواب: يمكن للبركان أن يكون مدمرًا للإنسان والبيئة من خلال تدفقات الحمم البركانية والرماد المتساقط، والانهيارات الطينية، وإطلاق الغازات السامة، وتأثيره على المناخ.

شرح الإجابة:

تتجلى القوة التدميرية الهائلة للبراكين في اللحظات الأولى لانفجارها، حيث تطلق سحبًا هائلة من المواد الفتاتية الحارقة. تنطلق التدفقات البركانية الفتاتية، وهي مزيج من الغازات الساخنة والرماد وشظايا الصخور، بسرعات تتجاوز 100 كيلومتر في الساعة، وبدرجات حرارة تصل إلى 1000 درجة مئوية، مما يجعلها قادرة على حرق وتدمير أي شيء في مسارها بشكل فوري.

بالتزامن مع ذلك، يقذف البركان القنابل البركانية، وهي كتل صخرية منصهرة، لمسافات بعيدة، بينما يتسبب تساقط الرماد البركاني الكثيف في انهيار المباني، وتغطية الأراضي الزراعية، وتعطيل حركة الطيران العالمية بشكل كامل كما حدث مع بركان إيافيالايوكل في أيسلندا.

لا يقتصر الخطر على الانفجار الأولي، بل يمتد إلى ما بعده، حيث تبدأ تدفقات الحمم البطيئة واللزجة في الزحف، مدمرة المنازل والبنية التحتية بكتلتها الحرارية الهائلة.

وفي حال وجود أنهار جليدية أو كميات كبيرة من المياه، يذيبها الانفجار البركاني مكونًا سيولًا طينية مدمرة تُعرف باسم اللاهار. هذه الانهيارات الطينية البركانية تجري في الأودية بسرعة فائقة، حاملة معها الصخور والأنقاض، وتستطيع دفن مدن بأكملها، كما حدث في مأساة أرميرو بكولومبيا، مما يوضح أن الخطر يمتد لأماكن بعيدة عن فوهة البركان.

تمتد آثار البراكين لتشمل الغلاف الجوي والبيئة على نطاق واسع، حيث تنبعث كميات هائلة من الغازات البركانية، وأخطرها ثاني أكسيد الكبريت (SO2) الذي يتفاعل مع الماء في الغلاف الجوي مكونًا الأمطار الحمضية. هذه الأمطار تضر بالغابات والمحاصيل وتلوث المسطحات المائية، مهددة الحياة البرية والمائية.

في الانفجارات الضخمة، يمكن للرماد والهباء الجوي الوصول إلى طبقة الستراتوسفير، حيث تحجب أشعة الشمس وتؤدي إلى انخفاض مؤقت في درجات الحرارة العالمية، وهي ظاهرة تُعرف بـ الشتاء البركاني التي يمكن أن تسبب فشل المحاصيل ومجاعات.

على المدى الطويل، تخلف البراكين وراءها دمارًا يتطلب عقودًا للتعافي منه. يؤدي تراكم الرماد إلى تلوث مصادر المياه وجعل الأراضي الزراعية غير صالحة للاستعمال لسنوات. كما أن الانفجارات الهائلة قد تؤدي إلى انهيار البركان نفسه وتشكيل منخفض ضخم يسمى الكالديرا، مما يغير معالم المنطقة بشكل دائم.

علاوة على ذلك، يمكن للانفجارات التي تحدث في الجزر أو تحت الماء أن تولد موجات تسونامي بركانية مدمرة، كما فعل انفجار بركان كراكاتوا التاريخي، مما يضيف بعدًا آخر لخطورتها.

إذًا، تتعدد الطرائق التي يكون بها البركان مدمرًا للإنسان والبيئة، فهي تشمل التدمير المباشر والفوري من خلال التدفقات الحارقة والقذائف البركانية، والتدمير الممتد عبر تدفقات الحمم والانهيارات الطينية، فضلاً عن الآثار البيئية بعيدة المدى مثل الأمطار الحمضية وتغير المناخ وتلوث الموارد الطبيعية.

السابق
آخر خلفاء الدولة العباسية المستعصم بالله هارون الرشيد أبو جعفر المنصور
التالي
الإنسان عندما يتناول الغذاء ينمو ويكبر ، وكذلك الآلة عندما نمدها بالوقود يكبر حجمها. صواب خطأ

اترك تعليقاً