السؤال: استحضر لحظات من التاريخ لاستعراض حياة عالمين مشهورين حظيا بالتقدير لاكتشافهما تركيب DNA.
- الإجابة: نستعرض هنا لمحات محورية من مسيرة العالمين جيمس واتسون وفرنسيس كريك، اللذين ارتبط اسماهما بأحد أهم الاكتشافات العلمية في القرن العشرين، وهو تحديد بنية الحمض النووي (DNA).
شرح الإجابة:
في منتصف القرن العشرين، كان المجتمع العلمي يقف على أعتاب ثورة بيولوجية، باحثاً بشغف عن سر المادة التي تحمل تعليمات الحياة ذاتها. وفي قلب هذا السباق المحموم، برز اسمان سيغيران مجرى علم الوراثة إلى الأبد: الأمريكي جيمس واتسون والبريطاني فرنسيس كريك. لم يكن اكتشافهما مجرد إضافة علمية، بل كان بمثابة فك لغز **الشفرة الوراثية** التي تُبنى عليها الكائنات الحية، فاتحاً الباب أمام فهم أعمق للأمراض الوراثية والهندسة الجينية.
وإلى جانبه، كان جيمس واتسون، عالم الوراثة الأمريكي المولود عام 1928، شاباً طموحاً يمتلك رؤية ثاقبة. لقد أدرك مبكراً أن فهم بنية جزيء الحياة هو المفتاح لكل شيء. انتقل إلى إنجلترا ليعمل في مختبر كافنديش بجامعة كامبريدج، وهناك التقى بشريكه الفكري كريك. هذا التعاون بين عقلين فذين أثمر عن نموذج علمي متكامل، وهو ما قادهما معاً لنيل جائزة نوبل في الطب عام 1962 تقديراً لجهودهما في هذا الإنجاز التاريخي.
إقرأ أيضا:إذا نزع الرفق من العمل فإن العمل يكون قبيحًا سيئاعلى الجانب الآخر من هذا التعاون العلمي، يقف فرنسيس كريك، الفيزيائي وعالم الكيمياء الحيوية البريطاني، الذي وُلد عام 1916. تميز كريك بقدرته الفائقة على التفكير النظري وتجميع الأدلة المتباعدة لبناء صورة متكاملة. كانت خلفيته في الفيزياء ضرورية لفهم طبيعة انحراف الأشعة السينية، وهي التقنية التي كانت أساسية في كشف أسرار هذا الجزيء المعقد. لقد شكلت خبرته مع حماس واتسون مزيجاً فريداً من نوعه، أفضى في النهاية إلى تحديد شكل التركيب اللولبي المزدوج الشهير.
بيد أن قصة هذا الكشف لا تكتمل دون الإشارة إلى الدور المحوري الذي لعبته العالمة روزاليند فرانكلين. فمن خلال عملها الدؤوب وتقنياتها المتقدمة في التصوير البلوري بالأشعة السينية، استطاعت فرانكلين التقاط صور عالية الوضوح للحمض النووي، وأشهرها “الصورة 51”. كانت هذه الصورة دليلاً حاسماً استند إليه واتسون وكريك لبناء نموذجهما. ورغم أن مساهمتها لم تحظ بالتقدير الكافي في حينها، إلا أن التاريخ العلمي اليوم يعترف بأن عملها كان الركيزة الأساسية التي قام عليها هذا الاكتشاف العظيم.
وهكذا، يظل إرث هذين العالمين مركباً، فهو يمثل قمة العبقرية العلمية والتعاون المثمر الذي كشف عن سر الجينات، وفي الوقت نفسه يثير تساؤلات حول أخلاقيات البحث العلمي والاعتراف بجهود كل المساهمين. لقد أثار واتسون لاحقاً جدلاً واسعاً بتصريحاته، وهو ما يذكرنا بأن الإنجاز العلمي الباهر لا يعني بالضرورة العصمة الشخصية، وتبقى قصة اكتشاف بنية الحمض النووي درساً غنياً في تاريخ العلم، يجمع بين التألق البشري والتعقيدات الإنسانية.
إقرأ أيضا:إبراهيم أصغر بعامين من أخيه يوسف ويوسف أكبر ب 4 سنوات من أخته مريم ومريم اصغر ب 8 سنوات من أختها أسماء إذا كان عمر أسماء 16 سنة فما عمر إبراهيم