أعلنت هيئة التاريخ الإنجليزي أن التقنيات الحديثة مثل الكلاب الروبوتية والطائرات بدون طيار يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في حماية المواقع التراثية الكبيرة أثناء وقوع الكوارث، مستعرضة إمكانيات هذه التقنيات في حال حدوث حوادث مشابهة للحريق المدمر الذي دمر جزءًا من كاتدرائية يورك مينستر في عام 1984.
ويعتقد أن صاعقة ضربت الكاتدرائية تسببت في اندلاع الحريق الذي أسفر عن أضرار ضخمة قدرت قيمتها بأكثر من 2.25 مليون جنيه إسترليني. وفي هذا السياق، قامت وزارة الشؤون التاريخية وهيئة إنجلترا التاريخية بالتعاون لاستعراض أحدث التقنيات المتوفرة التي يمكن استخدامها بعد مثل هذه الكوارث، مثل الروبوت “سبوت” الذي يمكن تشغيله عن بُعد لتقييم الأضرار والمخاطر.
وقال جون بيدفورد، أحد المسؤولين في هيئة إنجلترا التاريخية: “الكلاب الروبوتية والطائرات بدون طيار تمكننا من الوصول بسرعة وأمان إلى المناطق التي قد تكون خطرة، مما يساعدنا في الحصول على صور ثلاثية الأبعاد دقيقة للحالة الداخلية للمباني المتضررة”.
وأضاف بيدفورد: “عند حدوث كارثة في موقع تاريخي، كل دقيقة تعتبر حاسمة”، مشيرًا إلى أن هذه التكنولوجيا تتيح اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة فيما يتعلق بحماية المواقع التراثية.
وبالنسبة للروبوت “سبوت”، الذي صنعته شركة “بوسطن ديناميكس” الأمريكية، فإنه يتمتع بقدرة على استعادة توازنه في حال انقلب، بالإضافة إلى قدرته على التنقل عبر التضاريس الوعرة. وهو مزود بماسح ضوئي يمكنه تصوير حالة المباني المتضررة بشكل تفصيلي.
إقرأ أيضا:وسائل التكنولوجيا الحديثة في التعليموفي الوقت ذاته، تمثل الطائرات بدون طيار أداة مثالية للوصول إلى المباني المتضررة في الكوارث، حيث كانت الحاجة تتطلب في الماضي استخدام السقالات لتقييم الأضرار.
وأشار بيدفورد إلى أنه من خلال استخدام هذه التقنيات في بيئات شديدة الخطورة، أصبح بالإمكان التنقل عبر الحطام والصعود إلى الهياكل المرتفعة، مما يوفر وقتًا وأمانًا أكبر مقارنة بالأساليب التقليدية.
من جانبها، لورا كوتر من صندوق يورك مينستر، التي كانت مسؤولة عن حملة جمع التبرعات لإصلاح الجناح الجنوبي المتضرر من حريق 1984، أكدت أهمية هذه التقنيات في مراقبة حالة المواقع التراثية. وقالت إن رؤية الروبوتات وهي تساعد في إزالة الحطام بعد حريق نوتردام في 2019 أبرزت أهمية التكنولوجيا في مثل هذه المواقف.
وأضافت كوتر: “في حالة الحريق في يورك مينستر، استغرقنا سنوات لإصلاح نافذة روز التي تحطمت إلى أكثر من 40 ألف قطعة، وكان الوصول إليها يمثل تحديًا كبيرًا. اليوم، تتيح لنا الطائرات بدون طيار التقاط بيانات هامة دون تعريض الأجزاء الثمينة لخطر الاصطدام”.
إقرأ أيضا:6 خطوات لحل مشكلة إعادة تشغيل الهاتف تلقائياً على هواتف سامسونجوأشارت إلى أن التكنولوجيا ستستمر في التقدم، مما سيغير بشكل كبير الطريقة التي تتم بها مراقبة وصيانة المباني التاريخية حول العالم، مؤكدة على دورها المحوري في الحفاظ على التراث.
المصدر: bbc.