خطأ، لقد استخدم الإنسان المعادن في عصور ما قبل التاريخ في حالتها الطبيعية الأصلية التي وجدت عليها في القشرة الأرضية، وليس في صورة صناعية مجردة.
ففي البداية، تعرف الإنسان على معادن مثل الذهب والنحاس وأحياناً الفضة والحديد النيزكي، وهي عناصر وجدت منفردة في الطبيعة بصورتها النقية أو شبه النقية، تُعرف بـ المعادن الأصلية أو الخام الطبيعي. لم تكن هناك عمليات صناعية معقدة أو “حالة صناعية مجردة” في تلك المراحل المبكرة.
كانت أولى طرق تشكيل هذه العناصر المعدنية بسيطة للغاية وتعتمد على خصائصها الفيزيائية؛ فالمعادن اللينة مثل الذهب والنحاس تم تشكيلها عن طريق الطرق البارد باستخدام الأحجار كأدوات للطرق والتشكيل. هذه العملية لم تغير من التركيب الكيميائي للمعدن ولكنها غيرت شكله الفيزيائي لصناعة الحلي أو الأدوات البسيطة. هذا الاستخدام الأولي يمثل بداية علم الفلزات البدائي، معتمداً بالكامل على المواد المتاحة في بيئتها المباشرة.
لاحقاً، ومع اكتشاف النار وتطور التقنيات الحرارية، تعلم الإنسان كيفية استخلاص المعادن من خاماتها (الصخور الحاملة للمعادن) عن طريق الصهر. هذه العملية، التي بدأت مع النحاس ثم تطورت لصناعة البرونز (وهو سبيكة من النحاس والقصدير) وبعدها الحديد من أكاسيده، مثلت نقلة نوعية هائلة.
إقرأ أيضا:ما الواجب على غير المقتدرين من الوصول الى المسجد الاقصىإلا أن هذا التطور جاء بعد آلاف السنين من استخدام المعادن بحالتها الطبيعية الأولية. مفهوم “الحالة الصناعية المجردة” يشير إلى عمليات تنقية وخلط ومعالجة متقدمة ظهرت في مراحل متأخرة جداً من تطور الحضارة الإنسانية وارتبطت بـالثورة الصناعية وما بعدها، وهو بعيد كل البعد عن الاستخدامات الأولى للمواد المعدنية التي كشفت عنها الاكتشافات الأثرية.
إقرأ أيضا:يتيح برنامج اكسل تحديد جزء من البيانات وطباعتها صواب خطأ