السؤال: ما هو اسم مصر أيام الفراعنة ، وما أصل كلمة مصر باللغة الفرعونية؟
شرح الإجابة:
لم تكن كلمة “مصر” هي المستخدمة في عصر بناة الأهرامات، بل إن المصريين القدماء نظروا إلى وطنهم من منظور جغرافي شديد الخصوصية، ومن هذا المنطلق، أطلقوا على وادي النيل الخصيب اسم “كِمِت” أو “كيمي”. هذه التسمية، التي تعني حرفيًا “الأرض السوداء”، لم تكن مجرد اسم، بل كانت هوية تعكس جوهر حضارتهم القائمة على الزراعة. كانت تلك التربة الداكنة التي يتركها فيضان النيل سنويًا هي سر الحياة والرخاء، وفي المقابل، أطلقوا على الصحراء المحيطة بهم اسم “دِشرِت”، أي “الأرض الحمراء”، في تمييز واضح بين أرض الحياة وأرض الموات.
وعلى صعيد متصل، ظهرت تسميات أخرى تحمل دلالات مشابهة، مثل “ثيميرا” أو “ثامير”، وهي كلمات تؤكد أيضًا على معنى الأرض السمراء الخصبة، مما يبرهن على أن ارتباط المصري القديم بأرضه كان ارتباطًا عضويًا عميقًا. بيد أن نقطة التحول اللغوية التي أوصلتنا إلى الاسم العالمي الحالي لمصر تكمن في تسمية أخرى ذات طابع ديني وإداري.
هذه التسمية هي “حِت كا بتاح” أو “هيكو بتاح”، والتي تترجم إلى “مقر روح الإله بتاح”، وهو المعبود الرئيسي للعاصمة العريقة “منف”. كان هذا الاسم في الأصل يطلق على المجمع الديني الكبير في المدينة، ثم اتسع ليشمل المدينة بأكملها، وبحكم مكانتها كعاصمة للبلاد لفترات طويلة، أصبح الاسم رمزًا للدولة المصرية بأسرها في عيون الشعوب المجاورة.
إقرأ أيضا:عند استخدام إستراتيجية المقارنة بين شيئين لابد من تحديد معايير معينة للحكم من خلالهامن هنا، تبدأ الرحلة اللغوية للاسم خارج حدود وادي النيل. فعندما احتك التجار والمفكرون الإغريق بالحضارة المصرية، التقطوا مصطلح “حِت كا بتاح” وحوروه وفقًا لقواعد لغتهم، فنطقوه “أيجيبتوس” (Aigyptus). لاحقًا، انتقل هذا المصطلح الإغريقي إلى اللغة اللاتينية ومنها إلى معظم اللغات الأوروبية، ليصبح في النهاية “Egypt” بالإنجليزية ومشتقاتها المختلفة، وهو الاسم الذي يعرف به العالم اليوم تلك البقعة الفريدة من الأرض.
إقرأ أيضا:وضح كيف يتغير زخم جسم ما بتغير سرعته المتجهة