السؤال: ما هو الإعراب الصحيح لجملة “ما حضر إلا زيد”؟
شرح الإجابة:
للوهلة الأولى، قد يبدو تحليل هذا التركيب اللغوي معقداً بسبب وجود أداتي النفي والاستثناء معاً. ولكن، جوهر المسألة يكمن في فهم نوع أسلوب الاستثناء المستخدم هنا، والذي يغير قواعد اللعبة تماماً. نحن أمام حالة تُعرف في النحو العربي باسم “الاستثناء المفرّغ”، وهو المفهوم المحوري الذي يُبنى عليه الإعراب بأكمله. يتصف هذا النوع من الاستثناء بشرطين أساسيين: أولهما أن الكلام منفي، وهو ما تحقق بوجود “ما” النافية في بداية الجملة، وثانيهما، وهو الأهم، غياب “المستثنى منه”، أي أننا لم نذكر المجموعة التي استُثني منها زيد، فلم نقل مثلاً “ما حضر الطلابُ إلا زيداً”.
وبناءً على هذا المنطق، ينقلب المشهد النحوي رأساً على عقب. فعندما يجتمع النفي مع غياب المستثنى منه، تفقد أداة الاستثناء “إلا” وظيفتها الأصلية في طرح اسم من مجموعة، وتتحول وظيفتها لتصبح مجرد أداة للحصر والقصر. ببساطة متناهية، يصبح دورها هو التأكيد على أن فعل الحضور اقتصر على زيد دون غيره. لهذا السبب نصفها في الإعراب بأنها “أداة حصر ملغاة” أو “لا عمل لها”، لأن تأثيرها الإعرابي قد تلاشى تماماً ولم تعد تنصب الاسم الذي يليها كما في حالات استثناء أخرى.
إقرأ أيضا:استخدم السلك منذ القدم في تكفيت المشغولات المعدنية؟وهنا يأتي حجر الزاوية في التحليل لفهم إعراب كلمة “زيد”. بما أن “إلا” أصبحت صورية من الناحية الإعرابية، يمكننا أن نتجاهلها هي و”ما” النافية مؤقتاً لنكتشف الدور الذي تلعبه كلمة “زيد” في الجملة الأصلية. عند حذفهما، يتبقى لدينا تركيب بسيط وواضح: “حضر زيدٌ”. في هذه الجملة البديهية، “حضر” هو الفعل، ولكل فعل فاعل يقوم به. من الذي قام بفعل الحضور؟ إنه “زيد”. إذن، “زيدٌ” هو فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. هذا الدور الذي كان يلعبه في الجملة البسيطة هو ذاته الدور الذي يحتفظ به في جملة الاستثناء المفرّغ، لأن الأدوات الموجودة لم تؤثر على وظيفته الأساسية في الجملة.
إقرأ أيضا:تبلغ درجة الحرارة الطبيعية لجسم الشاة السليمة 39 سيليزية وقد تزيد أو تقل عن ذلك بمقدار 1 سيليزية فما مدى درجة حرارة جسم الشاة السليمة