مناهج المملكة العربية السعودية

الإرهاب (العمليات الإرهابية حول العالم) من حروب الجيل

السؤال: تصنف العمليات الإرهابية المنتشرة حول العالم ضمن أي جيل من أجيال الحروب الحديثة؟

  • الإجابة: الإرهاب، بصورته العالمية المعاصرة، يُعد من أبرز تجليات حروب الجيل الرابع.
  • شرح الإجابة:

    لفهم هذه الحقيقة، علينا أن ندرك أولاً أن مفهوم الحرب ليس جامداً، بل هو كائن حي يتطور ويغير جلده عبر العصور. فبعد أن كانت المواجهات العسكرية التقليدية تدور بين جيوش نظامية لدول ذات سيادة، في ساحات قتال واضحة المعالم، شهدنا منعطفاً تاريخياً غيّر طبيعة الصراع بشكل جذري. لقد انتقلنا من حرب الدول ضد الدول إلى نمط جديد ومعقد من المواجهات، وهنا يبرز مفهوم “حروب الجيل الرابع” كإطار تحليلي لفهم الواقع الأمني الراهن.

    وانطلاقاً من هذا المنعطف، يكمن جوهر التحول في حروب الجيل الرابع في انهيار احتكار الدولة لاستخدام القوة المسلحة. ففي هذا النمط من النزاعات، لا تكون الأطراف المتحاربة دولاً بالضرورة، بل يظهر على المسرح “فاعلون من غير الدول” كالتنظيمات الأيديولوجية والشبكات العابرة للحدود. هذه الكيانات لا تسعى لتحقيق نصر عسكري تقليدي كاحتلال أرض أو تدمير جيش، بل تستهدف بشكل مباشر إرادة الخصم السياسية وتماسكه المجتمعي، وتعمل على تفكيك الدولة من الداخل عبر استنزافها وإفقادها شرعيتها أمام شعبها.

    وهنا تتجلى العمليات الإرهابية بوصفها الأداة المثلى في ترسانة حروب الجيل الرابع. فالغاية من هذه الهجمات ليست حجم الدمار المادي الذي تحدثه، بل حجم الصدمة النفسية والرعب الذي تبثه في نفوس المواطنين. إنها حرب نفسية بامتياز، تهدف إلى كسر حاجز الأمان لدى المجتمعات، وإجبار الدول على اتخاذ إجراءات قاسية ومقيدة للحريات، مما يخلق حالة من السخط الداخلي يغذي بدوره الفكر المتطرف ويمنحه مبررات وجوده. فالهدف ليس احتلال العاصمة، بل احتلال العقول وزرع الشقاق.

    كما أن هذا الجيل من الصراعات يستفيد بشكل هائل من ثورة الاتصالات والعولمة. ففي السابق، كان أثر أي هجوم محدوداً بمحيطه الجغرافي، أما اليوم، وبفضل وسائل الإعلام الفضائية والإنترنت، يتحول أي تفجير في بقعة نائية من العالم إلى خبر عاجل وصورة مهيمنة على الشاشات في كل بيت. هذا الانتشار الفوري يمنح التنظيمات الصغيرة قوة غير متكافئة، ويسمح لها بإدارة معركتها الإعلامية والتأثير على الرأي العام العالمي، محققةً بذلك أهدافاً استراتيجية بعيدة المدى بتكلفة مادية محدودة، وهو ما يُعرف بمفهوم “الحرب غير المتكافئة”.

    خلاصة القول، إن إدراج العمليات الإرهابية ضمن حروب الجيل الرابع ليس مجرد تصنيف أكاديمي، بل هو مفتاح لفهم طبيعة التهديدات التي تواجه عالمنا اليوم. إنه صراع طويل الأمد، غير محدد بزمان أو مكان، تُستخدم فيه المعلومة والصورة كسلاح، ويكون فيه المدنيون ونسيج المجتمع هم ساحة المعركة الحقيقية، والانتصار فيه لا يُقاس بالرايات التي تُرْفَع، بل بالأفكار التي تسود والإرادات التي تصمد.

    السابق
    بالاعتماد على الرسم البياني الذي يوضح تغير سرعة عداء أثناء سباق كالتالي: (صفر م/ث عند الزمن صفر ث، 4 م/ث عند الزمن 2 ث، 7 م/ث عند الزمن 4 ث، 10 م/ث عند الزمن 6 ث، 2 م/ث عند الزمن 8 ث، 10 م/ث عند الزمن 10 ث). ارسم منحنى (السرعة-الزمن) لحركته، وحدد الفترات الزمنية التي كان فيها تسارعه موجباً، والفترات التي كان فيها سالباً، وهل توجد فترة كان تسارعه صفراً
    التالي
    إذا نحر الوكيل ولم يقل شيئا فهل يجزىء هذا

    اترك تعليقاً