مناهج المملكة العربية السعودية

التصرفات التي يجدر بالأسرة أن تتجنبها وتحد من اكتساب الأبناء لمهارات عليا في التفكير

التصرفات التي يجدر بالأسرة أن تتجنبها وتحد من اكتساب الأبناء لمهارات عليا في التفكير

من الأسئلة الشائعة في مجال التربية هو “التصرفات التي يجدر بالأسرة أن تتجنبها وتحد من اكتساب الأبناء لمهارات عليا في التفكير“، ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من الباحثين والخبراء الذين حذروا من بعض الممارسات الأسرية التي تعوق تطوير هذه المهارات.

وبعون الله تعالى سوف نتحدث في هذا المقال عن إجابة سؤالك أيها الطالب وتوضيح الأفكار الرئيسية حتى يكون الموضوع مفهوماً لدى الجميع.

مفهوم التصرفات المؤثرة على التفكير

تُعَدّ التصرفات والسلوكيات المحيطة بالطفل داخل الأسرة من العوامل الرئيسية التوتحد مني تؤثر على إمكانياته في تنمية مهارات التفكير العليا.

تلعب الأسرة دوراً أساسياً في تشكيل شخصيات أبنائهم وتنمية قدراتهم في التفكير المنطقي والإبداعي، وقد تكون بعض التصرفات والعادات داخل الأسرة عائقاً أمام نمو هذه المهارات الأساسية، منها ما يُعرف بالتوجيه الفوقي، حيث يتم اتخاذ القرارات عنهم دون أن يتم مناقشة أو توضيح الأسباب.

هذا التصرف قد يمنع الأبناء من فرصة التفكير بحرية واتخاذ القرارات، مما ينجم عنه إضعاف قدراتهم على التحليل. كذلك فرض الرأي الواحد وانعدام الحوار والنقاش يؤدي إلى تقييد قدرة الأبناء على التأمل المبتكر وتوليد أفكار جديدة.

بالإضافة إلى ذلك يسهم الضغط المستمر لتحقيق أداء أكاديمي مثالي في تقليل الاهتمام بالتفكير النقدي والمبدع، فإذا كان التركيز محصوراً في الدرجات والإنجازات الدراسية، فقد ينشغل الأبناء بالجوانب السطحية للنجاح ويتجاهلون النمو الفكري الحقيقي والتدقيق العميق للقضايا.

إقرأ أيضا:ماذا يحدث لغابة لو خلت تماما من الفطريات

كما أن البيئات المليئة بالتوتر والذم المستمر تساهم أيضاً في وضع عقبات أمام التفكير، فالإحساس بالضغط والخوف من الفشل إلى يدفع الأبناء لتجنب المخاطرة وإهمال التجديد، مفضلين الالتزام بالأساليب التقليدية المتعارف عليها لتفادي الانتقاد السلبي.

ولذلك، من الضروري أن تكون البيئة الأسرية داعمة للتفكير الحر والملاحظات البناء، وتتيح الفرصة للتجربة والمحاولة والخطأ بدون خوف من الانتقاد.

يجب أن يدرك الأبناء أن أفكارهم وآرائهم تُلقى بالاحترام والتقدير، مما يزيد من يقينهم بأنفسهم في مهارات التقييم الأصيلة.

تصرفات يجدر على الأسرة تجنبها وتحد من اكتساب الأبناء لمهارات عليا في التفكير

أشارت العديد من الأبحاث التربوية والنفسية إلى أهمية مسئولية الأسرة في تعزيز واكتساب مهارات التفكير العليا لدى الأبناء. لذلك من الضروري أن تتجنب الأسرة بعض التصرفات الغير إيجابية التي قد تعرقل هذا التطوير، مثل:

  • التسلط والسيطرة: يؤثرا سلبا على روح المبادرة لدى الأبناء، حيث يشعرون بأن عليهم الالتزام بتعليمات صارمة دون وجود فرصة للتفكير العلمي.
  • القمع الفكري وفرض الآراء: يعمل على ظهور ثقافة الاستسلام لدى الأبناء، مما يجعلهم غير قادرين على التعبير عن آرائهم بحرية أو استكشاف أفكار جديدة.
  • الاستخفاف بأسئلة الأبناء: يقلل من حماسهم لفهم المعلومات واكتشاف ما يحيط بهم.
  • السخرية من الأفكار: تقلل عزة النفس وتعزز الانعزال عن الآخرين.
  • غياب الحافز وحضور الإهمال: يؤثران سلباً على رغبة الأبناء في استكشاف قدراتهم المخفية، وبالتالي انخفاض في أكتساب مهارات التفكير العليا.
  • التعليم من خلال التلقين والاعتماد على الحفظ وحده يحد من قدرة الأبناء على التعلم.
  • عدم وجود تفاعل ونقاش مفتوح داخل الأسرة: يحرم الأبناء من فرصة اكتساب مهارات التفكير العليا بشكل عملي.

تأثير التصرفات السلبية على مهارات التفكير

يؤثر سلوك الأهل بطريقة مباشرة على إكتساب مهارات التفكير العليا لدى الأبناء ويمكن أن تؤدي إلى:

إقرأ أيضا:أي المخلوقات الحية التالية يصنف في مملكة البدائيات ؟
  • فقدان الثقة بالنفس.
  • يزيد الاعتماد على الآخرين.
  • يضعف مهارات التفكير بشكل عام.
  • يزيد الشعور بعدم الأهمية.
  • يخفض من الدافع لاستكشاف الأفكار الابتكارية.
  • يقلل من الميل للمخاطرة والتجربة.
  • يحرم الإبن من توجيهات مفيدة.
  • يمنع الأبناء من تحسين مهارات حل المشكلات.
  • يحد من ترسيخ التفكير الإستنتاجي.
  • توليد توتر نفسي.
  • التأثير على القدرة على التفكير بوضوح واتخاذ قرارات عقلانية.
  • تقليل القدرة على فهم المعلومات وابتكار حلول جديدة.

استراتيجيات لتجنب هذه التصرفات

يتطلب إنشاء أجواء أسرية تشجع الأبناء على أكتساب مهارات التفكير العليا اتباع أسلوب متوازن لتعزيز الجوانب الإيجابية في التربية، وتشمل:

  1. تعزيز الفروق الفردية بين الأبناء: يمتلك كل طفل مواهب واهتمامات مميزة، لذا ينبغي الإعتراف بهذه الاختلافات ودعمها عوضاً عن محاولة فرض طريقة معينة في التفكير أو المهارات، هذا يعزز ثقة الإبن في نفسه ويساعده على تنمية مهاراته الخاصة.
  2. يحتاج التعرف على مجالات الإبداع إلى أن يقوم الآباء والأمهات بمراقبة اهتمامات أطفالهم والتفاعل معهم بصورة إيجابية تشجعهم على التفكير خارج الصندوق، يمكن تحقيق ذلك عبر خلق وسط محفز يتيح الفرصة للتجربة والخطأ دون القلق من النتائج.
  3. تجنب النقد السلبي: الإنتقادات الجارحة تؤثر على ثقتهم ويعرقل تطور مهارات التفكير لديهم، ولتجنبه يجب التركيز على التقييم البناء الذي يساعدهم على التعلم والنمو.
  4. التشجيع على اتخاذ القرارات المستقلة: يمكن إنجازه بواسطة إتاحة الفرصة للأبناء لاتخاذ قرارات في الأمور التي تخص حياتهم اليومية، مع تقديم الإعانة والنصح اللازمين.
  5. استخدام الحوار والمناقشة تشجع المحادثة المفتوحة على تبادل الأفكار والآراء بحرية ودون خوف من الانتقاد، مما يعزز قدرتهم على التفكير بشكل مستقل وإبداعي.
  6. إشعار الأبناء بالأمان بتوفير وضع داعم ومحبب يحترم مشاعرهم وتقبلهم كما هم. هذا الشعور بالأمان يمكنهم من التركيز على أكتساب مهاراته بدلاً من القلق والخوف.
  7. تجنب القسوة والتدليل الزائد: كلاهما يعرقل نمو التفكير المستقل والقدرة على اتخاذ القرارات، لكن يجب على العكس من ذلك الأسرة لها أن تتبع نهجاً معتدلاً يوفر التأييد ولكن يمكّنهم في نفس الوقت من تحمل المسؤولية وتعلم من أخطائه.

أمثلة واقعية على تأثير التصرفات الخاطئة

عن طريق مجموعة من الأمثلة الواقعية المدعومة بأبحاث علمية، يتضح تأثير الأفعال السيئة في الأسر على المهارات الأساسية.

إقرأ أيضا:يكون الزخم محفوظا عندما يزداد زخم كرتان من البلياردو بعد التصادم

تم إجراء دراسة على عدد من الأطفال الذين تعرضوا لكثير من الانتقادات والتسيير المستمر من قبل والديهم. وأظهرت النتائج أنهم أظهروا مهارات ابتكارية أقل مقارنة بأقرانهم الذين نشأوا في محيط أُسري يدعمهم ويفهم احتياجاتهم.

كما أظهرت الدراسة أن اللوم المستمر يؤثر سلباً على ثباتهم على موقفهم، مما يجعلهم مترددين في التعبير عن آرائهم بحرية أو تجربة أمور جديدة، وهذا يعد أساس الابتكار.

في قصة حقيقية أخرى…

يواجه أحمد، الطالب الموهوب في الرياضيات، تصرفات في المنزل مثل العقوبات القاسية والتركيز المفرط على الدرجات خلاف التعلم الجاد واكتساب مهارات التفكير العليا.

لقد أدت هذه الظروف إلى شعور أحمد بضغط نفسي كبير أثر على أدائه الأكاديمي وأقلل من اهتمامه بالمقررات الدراسية.

من جهة أخرى أظهرت الأبحاث أن المساعدة العاطفية والإيجابية من الأهل تحفز الأبناء على استثمار مهاراتهم العالية في التدبير بشكل فعال واثق.

تعتبر هذه الحالات برهاناً قوياً على أهمية تأثير الأسرة في تشكيل مستقبل المهارات العليا في التفكير لدى الأبناء.

فالنظام العائلي الداعم الذي يشجع على الاكتشاف والاستقلالية تساهم في اكتسابهم مهارات عقلية مميزة وتوسيع آفاقهم التعليمية والإبداعية.

في ختام مقالنا عن التصرفات التي يجدر بالأسرة أن تتجنبها وتحد من اكتساب الأبناء لمهارات عليا في التفكير، يمكن التأكيد على أن أسرة تلعب قسم هام في هذا الصدد.

حيث لا يقتصر هذا الجزء على تقديم الاهتمام والإرشاد فحسب، بل يمتد أيضاً لتجنب تصرفات مثل قمع الأفكار، وسخرية من الآراء، والضغط لتحقيق مستويات عالية من الأداء الأكاديمي التي قد تؤثر سلباً على نمو هذه المهارات.

السابق
في رأيك ما أهم إجراء ينبغي اتخاذه للتشجيع على التفكير
التالي
التنوع الثقافي عامل رئيس في تحفيز الابتكار

اترك تعليقاً