التكنولوجيا

التكنولوجيا الثورية في مكافحة التغير المناخي: مصنع ماموث في آيسلندا

مصنع ماموث في آيسلندا

في قلب المناظر الطبيعية الفريدة في آيسلندا، يتم تشغيل مصنع ماموث، الذي يعد الأكبر في العالم لالتقاط الكربون من الهواء مباشرة. هذه التكنولوجيا الحديثة تثير الكثير من التساؤلات حول فعاليتها في مكافحة أزمة المناخ. في هذا المقال، سنستعرض كيفية عمل هذه التقنية، تأثيرها المحتمل، والتحديات التي تواجهها.

كيف يعمل مصنع ماموث لالتقاط الكربون؟

يعمل مصنع ماموث بطريقة تشبه المكنسة الكهربائية العملاقة. يتكون المصنع من 12 وحدة لالتقاط الكربون، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 72 وحدة عند التشغيل الكامل. كل وحدة بحجم حاوية شحن، وتحتوي على عدد من المراوح القوية التي تسحب الهواء المحيط.

  • سحب هواء يعادل حجم حوض سباحة أولمبي كل 40 ثانية.
  • فصل ثاني أكسيد الكربون عن الهواء باستخدام فلاتر متخصصة.

تعتبر كثافة ثاني أكسيد الكربون في الهواء منخفضة، مما يتطلب طاقة كبيرة لالتقاط كميات صغيرة. يعتمد مصنع ماموث أيضا على الطاقة الحرارية الجوفية القريبة لتوفير الطاقة والماء الساخن اللازم للعمل بكفاءة.

التقنيات المستخدمة في معالجة الكربون

بعد سحب الهواء وفصل ثاني أكسيد الكربون، يتم تحويله إلى شكل سائل. يعمل المصنع كجهاز “سودا ستريم” عملاق، حيث يتم إذابة ثاني أكسيد الكربون في الماء. يتم ضخ هذه المياه المليئة بثاني أكسيد الكربون إلى آبار عميقة في الأرض.

إقرأ أيضا:مراجعة مواصفات وسعر موبايل انفنكس نوت 40 برو بلس (Infinix Note 40 Pro Plus)
  • يتم ضخ الكربون إلى عمق 700 متر.
  • يتفاعل الكربون مع الصخور ويتحول إلى حجر.

تظهر الدراسات أن حوالي 95% من ثاني أكسيد الكربون يتم تحويله إلى شكل صلب في غضون عامين، وهو ما يعد سريعًا من الناحية الجيولوجية.

التأثيرات البيئية والاقتصادية

يستطيع مصنع ماموث جمع 36,000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يعادل إزالة 8,000 سيارة من الطرق. ومع ذلك، فإن تكلفة إزالة طن واحد من الكربون تصل إلى ألف دولار، مما يثير تساؤلات حول جدوى هذه التكنولوجيا على نطاق واسع.

العملاء والمستقبل

تشمل قائمة عملاء المصنع شركات كبيرة مثل مايكروسوفت وإتش آند إم وليغو. ومع ذلك، فإن هذه المنشآت لا تزال تمثل جزءًا صغيرًا من الكمية المطلوبة للتقليل من انبعاثات الكربون العالمية، التي تبلغ حوالي 40 مليار طن سنويًا.

التحديات والفرص المستقبلية

على الرغم من الفوائد المحتملة، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام توسيع استخدام هذه التكنولوجيا. يتطلب الأمر تحسينات تقنية لخفض التكلفة وزيادة القدرة الإنتاجية.

  • خفض تكلفة الالتقاط إلى ما بين 100 و400 دولار للطن.
  • زيادة عدد المنشآت لتلبية الطلب العالمي على إزالة الكربون.

يعتبر مصنع ماموث مجرد البداية، حيث يتم التخطيط لإنشاء مصانع أكبر مثل مشروع قبرص في الولايات المتحدة، الذي سيجمع مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

إقرأ أيضا:كيف بدأت علاقة الإنسان بالتكنولوجيا

الخاتمة: الأمل في مستقبل أكثر استدامة

على الرغم من أن التقنيات مثل تلك المستخدمة في مصنع ماموث لن تحل المشكلة بمفردها، إلا أنها تمثل خطوة مهمة نحو مكافحة التغير المناخي. من الضروري استخدام جميع الوسائل المتاحة لتحقيق الأهداف البيئية العالمية.

مع تزايد الوعي بأهمية تقليل انبعاثات الكربون، يمكن أن تلعب هذه التكنولوجيا دورًا مهما في المستقبل. من خلال الاستثمار في الأبحاث والتطوير، يمكننا تعزيز فعالية هذه الحلول وتوسيع نطاق استخدامها.

السابق
تقرير عن أسهم Nvidia والتكنولوجيا الكبرى: الأرباح والرحلة المتقلبة
التالي
تكنولوجيا جديدة لمراقبة شاحنات الارتفاع الزائد في نيو ساوث ويلز