صواب، التيمم من خصائص أمة محمد الله عليه وسلم- ولم يكن معروفاً في الأمم السابقة.
تُعدّ هذه العبارة صحيحة ومثبتة بالنصوص الشرعية، وتشير إلى أن حكم التيمم (وهو المسح بالصعيد الطيب بدلاً من الوضوء أو الغسل عند فقد الماء أو العجز عن استعماله) هو رخصة وفضيلة لم تكن موجودة في شرائع الأنبياء السابقين ومظهر من مظاهر الرحمة الإلهية والتيسير على المسلمين.
شُرع كبديل عند فقد الماء أو تعذر استعماله بسبب مرض أو مشقة، فجعل الله الأرض كلها صالحة للصلاة والطهارة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا». بذلك أصبح المسلم قادرًا على أداء عبادته في أي مكان دون أن تعيقه الظروف.
هذا الحكم الشرعي لا يرفع الحدث تمامًا كما يفعل الوضوء، لكنه يبيح للمسلم الصلاة حتى تتيسر العودة إلى الماء. ومن هنا يظهر الجانب الواقعي في الإسلام، إذ راعى أحوال الناس المختلفة، بخلاف الأمم السابقة التي اقتصر طهورها على الماء. وبهذا الامتياز صارت هذه الأمة مميزة بشمولية أحكامها وتخفيف مشقتها.
فالبعد التربوي في التيمم عميق؛ فهو يذكّر الإنسان بأصله من تراب، فيغرس فيه التواضع ويجعله أكثر وعيًا بقيمة النعم. كما أنه يوضح أن الطهارة ليست مسألة مادية فقط، بل عبادة روحية قائمة على الامتثال لأمر الله، ولو كان الوسيلة حفنة تراب. وهنا يلتقي الجانبان المادي والمعنوي في عبادة واحدة.
نزول آية التيمم في حادثة فقدان عقد عائشة رضي الله عنها أثناء غزوة بني المصطلق أظهر عظمة التشريع الإسلامي، حيث تحوّل الموقف الضيق إلى باب رحمة وتيسير، مما يبين أن الدين قائم على رفع الحرج لا على تعقيد العبادات.
وبفضل هذا التشريع يستطيع المسلم أن يحافظ على صلته بربه في أي مكان وزمان، حتى عند غياب الماء أو خوف الضرر من استعماله، فتحقق مقاصد الشريعة في التخفيف وحفظ النفس والدين.
ولو لم يشرع التيمم لتعطلت الصلاة في حالات كثيرة، لكن رحمة الله جعلت التراب طهورًا لهذه الأمة إلى قيام الساعة.