إجابة سؤال: الحضارة الإسلامية أعم وأشمل من الحضارات السابقة صح ام خطأ
- الجواب: صح، هذه العبارة صحيحة تمامًا، لأن الحضارة الإسلامية لم تقتصر على جانب واحد من جوانب الحياة، بل امتدت لتشمل العلم، الدين، الأخلاق، الفنون، والعمارة، فكانت حضارة متكاملة جمعت بين العقل والإيمان، وبين التقدم المادي والروحي.
شرح الإجابة:
حين ننظر إلى الحضارات السابقة مثل الحضارة الفرعونية أو اليونانية أو الفارسية، نجد أنها ركّزت على مجالات محددة، فبعضها اهتم بالعمارة أو الفلسفة، وبعضها بالسياسة أو القوة العسكرية. لكن الحضارة الإسلامية جمعت بين كل هذه المجالات، وأضافت إليها بعدًا إنسانيًا عميقًا، لأنها قامت على العدل والعلم والرحمة، ولم تقتصر على شعب أو لغة أو مكان، بل امتدت من الأندلس غربًا إلى الهند شرقًا، فنشرت العلم والمعرفة في كل مكان وصلت إليه.
ومن الجوانب التي جعلت الحضارة الإسلامية أوسع وأشمل من غيرها أنها ربطت التقدم العلمي بالقيم الدينية. فالمسلم حين كان يدرس الطب أو الفلك أو الرياضيات، كان يرى في ذلك عبادةً لله، لأنه يتفكر في خلقه ويعمر الأرض بما ينفع الناس. لذلك ظهر علماء عظام مثل ابن سينا في الطب، والخوارزمي في الرياضيات، والبيروني في الفلك، وغيرهم ممن أسسوا قواعد العلم الحديث الذي يعتمد عليه العالم اليوم.
إضافة إلى ذلك، امتازت الحضارة الإسلامية بأنها كانت منفتحة على الثقافات الأخرى، فلم ترفض ما عند غيرها من الأمم، بل أخذت العلوم، ونقّحتها، وطوّرتها، وقدّمتها للبشرية في صورة أرقى. فترجمت كتب اليونان والهند وفارس، لكنها لم تكتفِ بالترجمة، بل أضافت روح البحث والتجريب التي جعلت المعرفة أكثر دقة وعمقًا.
ومن الناحية الاجتماعية، كانت القيم الإسلامية هي الأساس في بناء المجتمع؛ فانتشرت العدالة والمساواة والتعاون، وتأسست المدارس والمكتبات والمستشفيات لخدمة الجميع دون تمييز. وهكذا أصبحت المدينة الإسلامية نموذجًا متقدمًا في التنظيم والإدارة والنظافة والاهتمام بالعلم والإنسان.
إن شمول الحضارة الإسلامية لم يكن فقط في العلوم أو الفنون، بل في الروح التي قادت نهضتها، فهي حضارة أرادت الخير لكل الناس، وسعت لنشر العدل والمعرفة والسلام، لذلك بقي أثرها واضحًا حتى اليوم في شتى المجالات.
وباختصار، يمكن القول إن الحضارة الإسلامية أعم وأشمل لأنها جمعت بين نور العلم وهداية الإيمان، فحققت توازنًا لم تصل إليه أي حضارة سابقة، وكانت بحق جسرًا بين الشرق والغرب في مسيرة التقدم الإنساني.