إجابة سؤال: الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله لا يُعدُّ من الصحابة لأنه
- الجواب: لم يلقَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
شرح الإجابة:
للتوضيح بشكل أعمق، يعود السبب الرئيسي لعدم اعتبار الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز من الصحابة الكرام إلى حقيقة أنه لم يعش في الفترة الزمنية التي تواجد فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي لم يحظَ بشرف لقائه أو رؤيته.
تعريف الصحابي في الاصطلاح الإسلامي يتمحور حول من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإيمان، وهذا الشرط الأساسي لم يتحقق بالنسبة له. لقد جاء عمر بن عبد العزيز بعد وفاة النبي بفترة طويلة، حيث ولد عام 61 هـ، أي بعد أكثر من أربعين عاماً على انتقال الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى.
إن عدم كونه صحابياً لا يقلل أبداً من مكانته العظيمة في التاريخ الإسلامي، بل هو يعتبر من كبار التابعين، وهم الجيل الذي جاء بعد الصحابة وتلقى العلم عنهم مباشرة. وقد كان لعدد من الصحابة بقية في عصره، منهم الصحابي الجليل أنس بن مالك الذي عاش حتى زمنه وروى له الحديث، مما يؤكد على ارتباطه بجيل الصحابة من خلال الأخذ عنهم، لا اللقاء المباشر بالنبي. نشأته كانت في بيئة علم ودين، حيث تربى في المدينة النبوية وتلقى العلم عن فقهائها وكبار التابعين فيها قبل أن يتولى مسؤوليات كبيرة في الدولة الأموية.
إقرأ أيضا:الموارد هي الاشياء التي يعتمد عليها الانتاج صواب ام خطالقد برز عمر بن عبد العزيز كشخصية استثنائية في فترة حكم الدولة الأموية، حيث تولى الخلافة عام 99 هـ. تميز عهده القصير الذي دام حوالي عامين ونصف بالعدل والتقوى وإعادة تطبيق مبادئ الإسلام وقيمه التي سادت في عهد الخلفاء الراشدين، ولهذا السبب، رغم أنه ليس صحابياً، فقد لقبه الكثيرون بـ “خامس الخلفاء الراشدين” تقديراً لسيرته التي حاكت سيرتهم في إقامة العدل ونشر الخير والاهتمام بشؤون المسلمين، وهو ما يبرز مكانته الرفيعة في سياق التاريخ الإسلامي.
إقرأ أيضا:المشاركة في سباق الجري المتعرج بين أقماع مع تنطيط الكرة مسافة 20ملم يكن مجرد حاكم في خلافة مترامية الأطراف، بل كان مثالاً للزهد والإصلاح الإداري والمالي الذي أعاد للدولة الأموية شيئاً من بريق العهود الأولى من حيث التطبيق الشرعي، مما جعله شخصية محورية رغم أنه من جيل التابعين ولم يعاصر زمن الصحابة بشكل مباشر.