السؤال: ما هو الرد المناسب على تهنئة “عيدكم مبارك وعساكم من عواده”، وكيف أُجيب إذا قال لي شخص “عساك من عواده”؟
- الإجابة: يمكنك الرد بقول: “ينعاد علينا وعليكم بالصحة والعافية” أو “تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير”.
شرح الإجابة:
في المناسبات الدينية كعيد الفطر أو الأضحى، تمثل عبارات التهنئة جزءاً جوهرياً من النسيج الاجتماعي، وهي ليست مجرد كلمات عابرة، بل دعوات صادقة ومشاعر متبادلة. عبارة “عساكم من عواده” على وجه التحديد، هي دعاء بليغ يحمل في طياته تمنياً بأن يعيد الله هذه المناسبة السعيدة على السامع مرات عديدة وهو في أتم صحة وعافية. فهم هذا العمق هو الخطوة الأولى نحو صياغة رد يليق بجمال المعنى الأصلي.
وبناءً على ذلك، فإن فن الرد يرتكز على مبدأ المقابلة بالمثل وزيادة. الرد ليس مجرد جواب، بل هو تفاعل يعكس تقديرك لدعوة المُهنِّئ. يمكنك الاختيار من بين صيغ متنوعة تتدرج في طابعها. فمن الردود المباشرة والجميلة: “الله يعوده علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات”، أو “علينا وعليك بالخير والبركة، وكل عام وأنت سالم”. هذه الردود تحمل في طياتها مشاركة الدعاء وتعميمه ليشمل القائل والسامع، مما يعزز أواصر المودة.
ومن هذا المنطلق، يمكن الارتقاء بالرد ليصبح دعاءً أكثر شمولاً، كأن تقول: “اللهم آمين، وإياكم. أعاده الله علينا وعليكم بالصحة وراحة البال وتقبل صالح الأعمال”. هذه الصيغة لا تكتفي برد التهنئة فحسب، بل تضيف إليها أبعاداً روحانية عميقة، مثل طلب القبول من الله وراحة البال، وهي من أسمى الأمنيات. كما أن عبارة “من العايدين والغانمين” أو “من العايدين الفايزين” هي ردود تقليدية متوارثة وذات معنى ثري، فهي دعاء بأن تكون من العائدين للعيد ومن الفائزين بالأجر والثواب.
أما إذا كانت التهنئة موجهة إليك بصيغة المفرد، كأن يقول لك أحدهم “عساك من عواده”، فالرد يتبع ذات المنطق مع تعديل بسيط في الصيغة لتعكس المخاطبة المباشرة. يمكنك القول ببساطة: “ينعاد عليك بالصحة والسلامة”، أو “الله يسلمك، ويعيده علينا وعليك بالخيرات والمسرات”. خلاصة الأمر أن الجوهر يكمن في صدق الشعور، فأي رد ينبع من القلب ويحمل دعاءً طيباً سيكون الرد الأمثل والأكثر تأثيراً.