الزبارة وش يرجعون

السؤال: الزبارة وش يرجعون

• الإجابة: “الزبارة” أو “الزبيريون” هو وصف يُطلق على مجموعة من العوائل التي تعود أصولها إلى حواضر منطقة نجد في قلب الجزيرة العربية، والذين هاجروا قديمًا واستقروا في مدينة الزبير جنوب العراق، ومن ثم انتقل كثير منهم إلى الكويت وعاد بعضهم إلى المملكة العربية السعودية.

شرح الإجابة:

إن قصة “الزبارة” ليست حكاية قبيلة واحدة، بل هي رحلة تاريخية لمجتمع بأكمله. ففي الأساس، تنحدر هذه الأسر من مناطق نجدية معروفة، مثل الزلفي وسدير والقصيم، وقد دفعتهم الرغبة في طلب الرزق والسعي وراء التجارة إلى الهجرة نحو مدينة الزبير في العراق لقربها من الموانئ والأسواق الحيوية آنذاك.

وهناك، في مدينة الزبير التي سُميت نسبةً إلى الصحابي الجليل الزبير بن العوام المدفون فيها، شكّل هؤلاء المهاجرون مجتمعًا سنيًا متماسكًا ومنعزلًا إلى حد ما، مما صبغهم بهوية ثقافية واجتماعية خاصة بهم. وعلى إثر ذلك، أصبح كل من ينتمي لهذا المجتمع يُعرف بالزبيري نسبةً للمكان لا للنسب القبلي.

ومع مرور الزمن وتحول الظروف الاقتصادية والسياسية، انتقل الجزء الأكبر من هذه العوائل إلى الكويت التي كانت تمثل مركزًا تجاريًا واعدًا، حيث أسسوا تجارات ناجحة وأصبحوا جزءًا مهمًا من نسيجها المجتمعي. وفي مرحلة لاحقة، خصوصًا بعد اضطراب الأوضاع في العراق، عاد قسم منهم إلى موطن الأجداد في المملكة العربية السعودية، مستقرين في مدن مختلفة كالرياض والمنطقة الشرقية.

وينبغي الإشارة إلى أن هذا التاريخ الحافل بالترحال والتجارة قد أكسبهم سمات مميزة، منها الانفتاح الفكري والبراعة التجارية الفائقة، وقد برزت منهم شخصيات وعوائل ثرية ولامعة في الخليج، مثل عوائل الدليجان والقضيب والصانع وغيرهم. لكن تجدر الملاحظة أن العزلة التي عاشوها في الزبير تركت أثرًا في اندماجهم لاحقًا، كما أن هذا الانتساب المرموق دفع البعض لادعائه دون أن تكون له جذور حقيقية فيه.