مناهج المملكة العربية السعودية

العيد الوطني الفرنسي يصادف 14 يوليو من اجل اي حدث تاريخي

العيد الوطني الفرنسي يصادف 14 يوليو من اجل اي حدث تاريخي

السؤال: لماذا يصادف العيد الوطني الفرنسي يوم 14 يوليو تحديداً، وما هو الحدث التاريخي المرتبط به؟

  • الإجابة: يصادف العيد الوطني الفرنسي هذا التاريخ إحياءً لذكرى حدث تاريخي مفصلي وهو الاستيلاء على سجن الباستيل الذي وقع في 14 يوليو من عام 1789.

شرح الإجابة:

لفهم الأهمية العميقة لهذا اليوم، لا بد من العودة بالزمن إلى فرنسا أواخر القرن الثامن عشر، حيث لم يكن الباستيل مجرد سجن عادي، بل كان حصناً شاهقاً في قلب باريس يجسد رمزاً محسوساً للسلطة الملكية المطلقة والطغيان. كان هذا الصرح المخيف يمثل في وعي الشعب الفرنسي قمة القمع، حيث كان الملك لويس السادس عشر يزج فيه بالمعارضين السياسيين دون محاكمة، ليتحول الباستيل بذلك إلى عنوان للخوف وتجسيداً للنظام القديم أو ما يعرف بـ “Ancien Régime”.

وانطلاقاً من هذا الواقع، كانت باريس في يوليو 1789 تغلي بالتوتر والقلق. لقد أدت الأزمة الاقتصادية والظلم الاجتماعي إلى وصول حالة السخط الشعبي إلى ذروتها. وفي خضم هذه الأجواء المشحونة، انتشرت مخاوف من أن الملك يخطط لقمع التحركات الشعبية باستخدام القوة العسكرية. من هنا، أدرك المواطنون الباريسيون حاجتهم الماسة للسلاح للدفاع عن أنفسهم، وتوجهت أنظارهم نحو قلعة الباستيل، ليس فقط لتحرير من فيها، بل للاستيلاء على مخزونها الكبير من البارود والذخيرة.

إقرأ أيضا:تسير سيارة سباق بمعدل 205 كلم في الساعة ما الزمن الذي تستغرقه لتقطع مسافة 615 كلم بحسب هذا المعدل

وهكذا، وفي صبيحة الرابع عشر من يوليو، لم تكن العملية هجوماً عسكرياً منظماً، بل كانت انتفاضة شعبية عفوية. تجمعت حشود غفيرة من العامة والحرفيين وأفراد من الحرس الوطني الوليد حول الحصن مطالبين بتسليم ما فيه من عتاد. وبعد فشل المفاوضات واحتدام الموقف، اندلع الاشتباك الذي انتهى باقتحام الجماهير للقلعة واستسلام حاميتها. وعلى الرغم من أنهم لم يجدوا بداخلها سوى سبعة سجناء، إلا أن الأثر الرمزي لسقوط هذا المعقل كان مدوياً وهائلاً.

إن سقوط الباستيل لم يكن مجرد حدث عابر في خضم الثورة الفرنسية الكبرى، بل كان بمثابة الشرارة التي أوقدت لهيبها في أنحاء البلاد كافة. لقد شكل هذا الانتصار نقطة اللاعودة، وأثبت للجماهير، أو ما كان يُعرف بالطبقة الثالثة، أن قوة الشعب قادرة على مواجهة سلطة الملك وهدم رموزها. لقد تحول هذا اليوم من مجرد حادثة إلى أسطورة خالدة، ترمز إلى انتصار الحرية على الاستبداد، وولادة مبادئ الجمهورية الفرنسية: الحرية والمساواة والإخاء (Liberté, Égalité, Fraternité)، ليصبح بذلك التجسيد الأمثل لروح الأمة الفرنسية الحديثة.

إقرأ أيضا:وضح العلاقة بين المدخلات والمخرجات وقاعدة الدالة

السابق
اسماء ابطال مسلسل رشاش وقصة مسلسل رشاش ويكيبيديا
التالي
أول دولة استخدمت العلم فطحل

اترك تعليقاً