إجابة سؤال: المراد بالغلو في الأنبياء والصالحين المبالغة في تعظيمهم صواب خطأ
- الجواب: صواب.
شرح الإجابة:
الغلو لغةً يعني مجاوزة الحد والقدر في أي شيء، وعندما نربطه بالسياق الشرعي المتعلق بالأنبياء والصالحين، فهو بالفعل يعني المبالغة الشديدة في تعظيم مكانتهم ورفعهم فوق المنزلة التي خصهم الله بها. هذا التعظيم المبالغ فيه قد يصل إلى درجة إضفاء صفات إلهية عليهم، أو اعتقاد أنهم يمتلكون قدرات لا تكون إلا لله وحده، مثل علم الغيب المطلق أو القدرة على التصرف في الكون. لقد حذر الإسلام بشدة من هذا المسلك، وجعل التوحيد الخالص لله هو أساس الدين، بينما الغلو في المخلوق، مهما علا شأنه، يعد تنافيًا مع هذا الأصل العظيم.
هذه المبالغة في التعظيم تتجاوز الحب المشروع والاحترام الواجب للأنبياء وعلى رأسهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والصالحين مثل الصحابة الكرام، والتابعين، والأئمة الأربعة، وأهل البيت الطاهرين. فالمحبة والاحترام مطلوبان شرعًا، ولكن الغلو يحولهما إلى نوع من التقديس الذي لا يجوز إلا لله.
يظهر هذا الغلو في صور متعددة، منها اعتقاد أنهم واسطة ضرورية بين العبد وربه في العبادة والدعاء، أو أنهم يملكون الشفاعة المطلقة التي تُطلب منهم مباشرة دون إذن الله، أو بناء القباب والأضرحة على قبورهم واتخاذها أماكن للعبادة والطواف والنذر والذبح لها. هذه الممارسات، رغم انتشارها في بعض البيئات، تتعارض بشكل صريح مع جوهر العقيدة الإسلامية التي تدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
إقرأ أيضا:القياس هو استدلال غير مباشر يتم فيه الانتقال من قضيتين إلى قضية جديدة تمثل نتيجة لازمة عنهماتاريخيًا، ظهرت عدة فرق وجماعات انزلقت في الغلو، مثل بعض فرق الشيعة التي غلت في الإمام علي بن أبي طالب وأهل البيت لدرجة رفعه إلى مرتبة تفوق مرتبة النبوة أو حتى الألوهية عند بعضهم، وبعض الفرق التي غلت في مشايخها وزعمائها. هذا يؤكد أن الغلو ليس محصورًا في حق الأنبياء فقط، بل يمتد ليشمل كل شخص يرفع فوق منزلته التي أنزلها الله. النتيجة المباشرة للغلو هي الوقوع في الشرك الأكبر الذي يخرج صاحبه من ملة الإسلام، أو الوقوع في البدع والخرافات التي تشوه صورة الدين وتصرفه عن نقائه وصفائه الذي جاء به الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
إقرأ أيضا:الفرق بين الركن والشرط أن الأركان تكون أثناء تأدية الصلاة ,أما الشروط واجب توفرها قبل الصلاة صواب ام خطالذلك، فإن فهم الحد الفاصل بين الحب والاحترام المشروع والغلو المذموم أمر حيوي للحفاظ على سلامة العقيدة وصحة التعبد، وهذا ما سعى إليه دائمًا علماء أهل السنة والجماعة في مؤلفاتهم وشروحاتهم لبيان حقيقة التوحيد والتحذير من مظاهر الشرك والغلو بجميع أشكاله.